وزير العدل: مهزلة التعينات بالقضاء والنيابة

المستشار ممدوح مرعي وزير العدل:
المجاملات في التعيين بالنيابة والقضاء بأنها
«مهزلة بكل المقاييس»


وصف معترفا بأنها حقيقة وواقع موجود ومعروف، وقال إنه رفض في رمضان الماضي تعيينات النيابة الإدارية بسبب المجاملات الصارخة ـ علي حد قوله.
وأكد مرعي خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية وكبار الكتاب والصحفيين أمس أن حل هذه الظاهرة يكمن في إصدار قانون أكاديمية القضاء، وقال إن المشروع سيتم تنفيذه علي مراحل حيث يلتحق المتقدمون الذين تنطبق عليهم الشروط المطلوبة لتلك الأكاديمية ويدرسون فيها المواد الدراسية المؤهلة لعملهم في القضاء علي أن يتم امتحانهم في النهاية.
ونفي مرعي أي خلاف بينه وبين القضاة، موضحا بقوله: «لم آت إلي الوزارة للانتقام من نادي القضاة لأنهم أصدقائي وأخوتي»، وتساءل: كيف أتخانق مع القضاة وهم أفضل مني.. والصفة الأفضل لي هي القاضي؟.
وتطرق الوزير إلي قضية انتدابات وإعارات القضاة ورفض اعتبارها رشوة مؤكدا بقوله: جميع القضاة يلعنون اليوم الذي صدر فيه القرار بأن تكون الإعارة مرة واحدة فقط، لأنه أمر حيوي لهم وللدول التي تطلب القضاة المصريين، أما مسألة الانتدابات فهي تتعلق بمجلس الدولة وليس القضاء العادي، وهي أيضا ليست رشوة نظرا لأن الوزارات هي التي تريد القضاة لمنع الطعن في القوانين والقرارات.
وأضاف مرعي أنه يعمل بكل جهده لتحسين المحاكم المصرية ورفع الظلم عن المواطنين، مشيرا إلي أن مشكلة عدم تنفيذ الأحكام هي «علة» من علل القضاء في مصر، واعتبر أن مهمة وزارته الأساسية هي إدارة العدل، بينما العدالة في حد ذاتها هي مهمة القاضي.
وأضاف الوزير أنه تمكن بالتنسيق مع الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية من إسقاط ١٨٤ مليون جنيه من الديون علي وزارة العدل، من إجمالي مبلغ ٢٨٤ مليون جنيه، مشيراً إلي أن هذا لم يحدث إلا بعد سداد القضاة جيميع الضرائب المستحقة عليهم، فالقاضي ليس استثناء بين المواطنين.
وقال مرعي: إنه تم توفير المبلغ الذي تم إسقاطه لبناء المحاكم وترميم بعضها، وتم التعاقد مع جهات سيادية للبناء. وفي الوقت نفسه، أكد وزير العدل أنه تم الانتهاء من إعداد مشروعين لتعديل قانوني المرافعات والإجراءات الجنائية، وأنهما سيعتبران ثورة تشريعية في مصر.
وفيما يتعلق بقضية تفتيش الجهاز المركزي للمحاسبات علي الأعمال المالية لنادي القضاة قال مرعي: «لا دخل ولا شأن لي بهذا الأمر علي الإطلاق، لقد طلبوا مني ١٢ مليون جنيه لبناء نادي القضاة بالقطامية، وأنا أتساءل أيهما الأولي.. المحاكم واستراحات القضاة وتأثيثها بأفضل أثاث أم إنشاء ناد جديد في القطامية؟! إنني منذ ١٥ عاماً لم أدخل نادي القضاة، فأنا إنسان منزلي جداً، ولا أرتاد النوادي، ولم أقبل دعوة النادي علي الإفطار لأنني لا أفطر في رمضان خارج منزلي علي الإطلاق، وليس هذا تقليلاً من شأن النادي.
نقلاعن جريدة المصرى اليوم 5/12/2006