*NOW Time :

بريد ياهو

Yahoo! ID:

Password:

Eqla3_soft.com

Google

الخميس، أغسطس ١٣، ٢٠٠٩

طفولة نهد - نزار قبانى - 1947


المستحمة
مراهقة النهد .. لا تربطيهِ
فقد أبدعتْ ريشة الله رسمهْ
وخليهِ .. زوبعة من عبير تهلُّ على الأرض رزقاً ونعمهْ
هو الدفءُ . لا تُذعري إن رأيتِ
قميصكِ .. يزهو بأروع قمهْ
فما عُدتِ يا طفلتي طفلة سيهمي الشتا .. غيمة بعد غيمهْ
ويخرجُ من فجوة الثوب نهدٌ
ليأآل من مسبح الضوء نجمهْ ..
آبرتِ .. فحوضُ اغتسالكِ جُنَّ
بتلكَ المجردةِ المستحمهْ
وصدركِ مزرعة الياسمين تفتقَ عن حلمةٍ .. بعد حلمهْ ..
* * *
أشقراءُ . يا سحباتِ الحرير
زرعتِ الرمالَ .. اشتهاءً وغُلمهْ ..
تمدينَ للماء .. إصبعَ طفل فينسحبُ البحرُ .. حباً ورحمهْ ..
تلاشيْ على مضجع أزرق وآوني لأمواجه الهُوج لُقْمَهْ ..
أخافُ على البحر أن تحرقيهِ
فلا تجرحي يا جميلة حُلمهْ ..
* * *
صبية .. إني احتراق آئيبٌ
فمري بدفءِ جروحيَ نسمهْ
أنا دخنة منكِ .. لا تطمئنُّ
فلا تطعميني لنهديكِ .. فحمهْ


مصلوبة النهدين
مصلوبة النهدين .. يالي منهما
ترآا الردا .. تسلقا أضلاعي
لا تحسي بي الظنّ .. أنتِ صغيرة والليل يُلهبُ أحمرَ الأطماع ..
ردّي مآزركِ التريكة .. واربطي
متمرداً .. متبدلَ الأوضاع لا تترآي المصلوبَ يخفقُ رأسه
في الريح .. فهي آئيبة الإيقاع * * *
يا طفلة الشفتين .. لا تتهوري
طبعُ الزوابع فيه بعضُ طباعي
أبحثتِ عن ماضيَّ .. عن مُتَلوّن شار بأسواق الهوى بَيّاع قالتْ : فما ماضيكَ ؟ قلت : تفرجي
جُثَتٌ .. وأمراضٌ .. وبئرُ أفاعي
أضميري الموبوءُ .. أيو آذبةٍ
مسمومةٍ تُلقينَ في أسماعي
عودتُ نهدكِ وهو آومُ أناقةٍ
أن ترهنيهِ للذتي .. ومتاعي
* * *
عُودي لأمك .. ما أنا بحمامةٍ
فغريزة الحيوان تحت قناعي
ما أنتِ حينَ أريدُ ، إلا لعبة بلهاءُ .. تحت فمي وضغطِ ذراعي ..

محاسب يراجع تكاليف زواجه بعد خمس سنوات

محاسب يراجع تكاليف زواجه بعد خمس سنوات

الشبكة: 8000 جنيه (اقل حاجه )

الفرح: 5000 جنيه (فى مركز شباب )

ايجار : 500 * 12 شهر * 5 سنوات = 30000جنيه (حى شعبى ..)

الأثاث: 20000 جنيه و....و.... وبدون سيارة.

+هدايا للزوجة وأعياد وحفلات ومناسبات وسفريات ونثريات بحوالي 4000 جنيه خلال السنوات الخمس أي فقط 800 جنيه سنوياً للجميع من غير حتى مصيف فى بلطيم او فايد

زائد مصاريف طفلين بمبلغ 10000 تتضمن حفاضات وملابس واكل

وزائد قيمة اهلاك الزوجة بمعدل 10%فى السنه يعني حوالي 7000في خمس سنوات من قيمة المهر والفرح فقط.

يعني إجمالي التكلفة= 120000 جنيه في 5 سنوات.

مائه وعشرون آلف جنيه مصرى

و العائد الجنسى عبارة عن:

عدد ايام النوم معاها: 360 يوم X 5 سنوات = 1800 يوم
و العائد الجنسى عبارة عن:

عدد ايام النوم معاها: 360 يوم X 5 سنوات = 1800 يوم

يخ صم: الدورة الشهرية: 7 أيام X 12 شهرX 5 سنوات = (420 يوم)

أيام عطل وإجازات + اD9زوجة مالها نفس : تقدر ب 20% = ( 360 يوم)

40 يوم نفاس (ولادة) زائد حمل =( 9 شهور X 30 يوم + 40 يوم )X 2 طفلين = ( 620 يوم)

الصافي = 400 يوم

يعني 400 يوم فقط....

يخصم منهم: الزوج تعبان وما لوش نفس أو مديون أو مريض أو مريح ، خلينا نقول 5% = (90 يوم)

يعني صافي = 310 يوم

يخصم: يوم كل أسبوع عند أهلها ( بر20الوالدين ) x 4.5 أسبوع / شهر x 12 شهر x 5 سنوات = 270 يوم

يعني صافي الأيام اللي لك فيها = 40 يوم
وبحسبة بسيطة مصاريفك للخمس سنين = 120000 / 40 يوم

يعني النومة الواحدة تقف عليك ب 3000جنيه

بس حلال خللى بالك

مع الاعتبار أنها كل ماكبرت كل مازادت مصاريفك وقل العائد والعطاء والاستفادة
يعني مشروع خسران خسران خسران








عصابة الاربعة افسدت الملك فاروق

عصابة الاربعة افسدت الملك فاروق
القاهرة - حلمى النمنم

رغم مرور نصف قرن على خلع الملك فاروق ورحيله نهائيا عن مصر ، مازال هناك الجديد حوله ، وقد يكون هذا الجديد تصحيحا لمعلومات ذاعت عن شخصية الملك ، وقد يكون اظهارا لحقائق خافية ، ففى عام 1998 ظهرت مذكرات امير البحار حضرت صاحب العزة جلال بك علوبة ، وكان قائدا لليخوت الملكية وياور الملك وقائد المحروسة فى رحلة الابحار بالملك لأخر مرة من مصر مساء 26 يوليو 1952 ، ورغم اهمية تلك المذكرات فأنها لم تسترع الانتباه بالقدر الكافى ، ثم صدرت مذكرات حارس الملك فاروق الخاص ، ولكن لان حارس الملك لم يكتبها بل رواها لأحد المحررين فأنها جاءت اقل زخما مما هو متوقع ، ثم صدرت فى عام 2000 مذكرات كريم ثابت المستشار الصحفى للملك فاروق فى جزئين ، وهى مذكرات لايمكن الاعتماد عليها كثيرا لان صاحبها كتبها بعد ان حوكم ودخل السجن فى اعقاب ثورة يوليو 52 ، لذا كان حريصا على ان يبرىء نفسه من الكثير الذى اشيع عنه من افساد الملك سياسيا ، ويلاحظ قارئى مذكرات كريم ثابت انه تحدث عن كل رموز العهد الملكى بالاحترام اللائق فيما عدا الملك نفسه !! ، وبعيدا عن هذه الجزئية فأن مذكرات كريم ثابت تتضمن الكثير من المعلومات والوقائع المهمة .
واخر ماصدر من كتب فى هذا المجال مذكرات السكرتير الخاص للملك فاروق د . حسين حسنى باشا بعنوان مع الملك فاروق ... شهادة للحقيقة والتاريخ ، وتقع فى قرابة اربعمئة صفحة من القطع الكبير ، وتأتى اهمية هذه المذكرات من ان صاحبها عمل مع الملك فاروق منذ وفاة الملك فؤاد وتنصيب فاروق على عرش مصر وحتى خلعه ، وان د . حسين حسنى باشا لم يوجه اليه اى اتهام بعد ثورة 23 يوليو ، واستدعى مرة واحدة الى احد المحاكم كشاهد اثناء محاكمة كريم ثابت ، وظل ملتزما الصمت تماما ، ولم يتاجر بما لديه ولم يندفع للكتابات منددا بالملك ومتملقا للحكم الجديد كما فعل عدد من المحيطين بالملك مثل كريم ثابت ، ولو سلك مسلك هؤلاء لفتحت امامه الابواب لتولى ارفع المناصب بعد ثورة 52 ، خاصة ان سجله السياسى كان ناصعا ومشرفا ، لكنه احتفظ بكبريائه .
لقد كتب هذه المذكرات عام 1985 ، وبعد انتهاء موجة الهجوم على الملك فاروق بالباطل وبالحق ، كتب الرجل شهادته بعد ان هدأت المشاعر والعواطف واطمأنت النفوس .
ويقول فى المقدمة ليس لى من غاية من وراء نشر هذه المذكرات سوى اداء واجب الادلاء بشهادتى امام محكمة التاريخ ، وخاصة ان كثيرا من الوقائع التى اوردتها جرت بينى وبين الملك وحدنا ، ومن هنا بات من الزم واجباتى نحو الباحثين عن الحقيقة ان اضع امامهم الان ماكان سرا مطويا لايعلمه غير الله ، وان كان قد ظهرت اثاره امام الناس ولكن دون ان يعلم احد كيف نشأت الفكرة ولا الدافع ورائها .

حسنين باشا :
من الشخصيات التى تحظى بوجود مكثف فى المذكرات احمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى ، ويتتبع سكرتير الملك جذور هذه الشخصية التى اكتفى الكثيرون بالقول انه كان ابن واحد من علماء الازهر ، وكان د . حسين حسنى باشا قد التقى به لأول مرة عشية الافراج عنه اثناء اعتقاله ، وياللمفاجأة فقد كان حسنين انذاك مفتشا بالداخلية وسكرتيرا لكبير مفتشى الداخليه مستر هور نبلور ، وكان نبلور عنيفا مع الوطنيين وكانت المظاهرات تلعنه ويسمى فى شعاراتها هور ابن التور ، ويومها نصح حسنين باشا الشاب حسين بالابتعاد عن السياسة والالتفات الى دراسته ، ولما التقيا ثانية بالقصر الملكى حين كان حسنين لايزال الامين الاول بالقصر ، وشرح له حسنين بعض ماخفى من حياته مثل انه سافر الى فرنسا للدراسه هناك ، وانتقل منها بعد سنه الى جامعة اكسفورد بلندن ، وكان اللورد ملنر ، وهو معروف فى التاريخ المصرى ايام ثورة 1919 والمفاوضات بين مصر والانجليز ، هو الذى اشرف على الحاق حسنين بتلك الجامعة ، وكان يرعاه هناك ويواليه بالاشراف ، وكان يدعوه لقضاء اجازة نهاية الاسبوع فى قصره الريفى ، ويظل السؤال حول طبيعة علاقتة بملنر ولماذا كان يفعل معه ذلك ؟ .
اما صاحب المذكرات فيقول .. ولم اعلم ولم اسمح لنفسى بالاستفسار من حسنين بك عن منشأ صلته بملنر ، لكن مايلى من المذكرات يمكن ان يقدم اجابة او تصورا بأجابة ، ثم قامت الحرب العالمية الاولى بعد سنتين من دراسته بأكسفورد وانضم الطلبة الانجليز الى الجيش ، ولم تكن القوانين الانجليزيه تسمح للطلبة الاجانب بالتطوع الى حين البت فى امرهم ، اقامت الحكومة الانجليزية معسكرات لتدريبهم فتطوع احمد حسنين ، ولم يلبث ان اعلنت الحماية البريطانية على مصر ، وجاء الجنرال مكسويل الى مصر قائدا لجيش الاحتلال ، وعين حسنين سكرتيرا خاصا له ، وقال حسنين انه قبل ذلك المنصب لأنه كان يأمل ان يقدم مايستطيع لخدمة بلاده ، ولكنه كان يعامل بأسلوب فيه اهانة من الضباط الانجليز ، لانه لايرتدى الملابس المدنية ، فشكا الى القائد الذى طلب من حسنين ان يختار الموقع الذى يحب ان يعمل به ، ففضل ان يكون مفتشا بوزارة الداخلية ، وعمل سكرتيرا لمستر هور نبلور ، ومما قام به حسنين انه اثناء الحرب العالمية الاولى هب السنوسيون فى ليبيا للقتال الى جوار الدولة العثمانية ضد الانجليز ، فذهب اليهم حسنين وتفاوض معهم بأسم الانجليز ، وقد اتاحت له تلك الخطوة ان يعرف الصحراء الغربية ويعود اليها بعد ذلك ويصير مكتشفا مما جعل الملك فؤاد يعرفه ويعينه فى القنصليه المصريه بواشنطن ، وارتبط هناك بزوجته ، ابنة الوزير المفوض سيف الله يسرى باشا ، وامها هى الاميرة شويكار ، زوجة الملك فؤاد الاولى ، ومن هذا المدخل زحف احمد حسنين الى القصر الملكى .
وكان الانجليز وراء حسنين داخل القصر خاصة فى صلته بالملك فاروق ، فحين تقرر ان يسافر معه رائد انجليزى يكون مسئولا عنه ، رفض الملك فؤاد ذلك الرأى ، ووقع الاختيار على حسنين بك ، الذى اعتذر لان عليه التزامات كبيره يجب الوفاء بها قبل سفره ، ولذا اختار الملك فؤاد الفريق عزيز المصرى لما هو معروف عنه من نشأة عسكرية فى معاهد تركيا والمانيا ، وهنا ثار الانجليز واصروا على ان يكون احد رجالهم مع الامير وحددوا حسنين بالاسم ، ولذا امر الملك فؤاد بضرورة تسديد اموال حسنين ليسافر وتحملتها الحكومة وصار هو رائدا لولى العهد ، وليلة السفر اوصاه الملك فؤاد بأنه يستودعه امانة هى اغلى مالديه .
وماحدث فى بريطانيا معروف فقد اقتحم حسنين بالامير دوائر السهر بدعوى ان ذلك يوسع خبراته ويعمقها ، الى ان توفى الملك فؤاد وعاد فاروق فى 6 مايو 1936 ، ونصب على عرش مصر .
العلاقة بعد ذلك بين حسنين باشا حين صار رئيسا للديوان الملكى والملك معروفة للجميع خاصة علاقته بالملكة نازلى ، وزواجه منها لكن مازال فى هذا الجانب جديد يضيفة سكرتير الملك ، ويتعلق ذلك بقصة نشأة العلاقة بين نازلى وحسنين ، فليس صحيحا ماتردد من انها بدأت بعد حادثة 4 فبراير 1942 ، لقد بدأت بعد وفاة الملك فؤاد مباشرة وقبل ان يتولى الملك فاروق سلطاته الدستورية .

الام ملكية :
قرر الملك فاروق ان يقوم برحلته الاولى الى اوروبا ، وهى الرحلة التى اصطحبت والدته فيها الفتاه صافيناز التى صارت فيما بعد الملكة فريدة ، وكانت الرحلة بالباخرة التى ابحرت من بورسعيد ، وحين بدأت الرحلة كان احد افراد الحاشية يتمشى على سطح الباخرة بجوار قوارب الانقاذ ، وكانت المفاجأه امامه حسنين باشا جالس على احدى الارائك الخشبية والى جانبه الملكة نازلى فى حالة استرخاء لايكون الا بين من رفعت بينهم كل كلفة ، وفى اليوم التالى استدعى حسنين رجل الحاشية الذى شاهده ونصحه بحكمة تمثال القرود الثلاثة .. لايسمع .. لايرى .. لايتكلم .
الجديد الذى يضيفه سكرتير الملك ان فاروق استشعر ذلك مبكرا وبمجرد عودته ، وكان متألما ، وشكا من ذلك ، خاصة بعد ان واصل حسنين الاقامة فى القصر الملكى ، وتضيف المذكرات الكثير من التفصيلات فى هذا الاطار والتى تكشف استهانة نازلى بكل شىء فى سبيل اهوائها حتى لو كان مصير ابنها والعرش .

الملك الوطنى :
عزم الملك الشاب على ان يتخذ سياسة وطنية تجاه الاحتلال الانجليزى المصرى ، وبدا من القصر نفسه ، فقد امر بأبعاد كل من كان فى خدمة القصر من الانجليز ، وبدا بالسائق الخاص لسيارة الملك ، وكذلك رجال الحرس الخاص الذين يرافقون موكبه حول السيارة ، وابقى فقط على الصيدلى الاول بالقصر الى انتهاء عقده الخاص ، وابقى ايضا على المربيات الانجليزيات لشقيقاته ثم بناته من بعد ، ورفض الملك رجاء السفير البريطانى بتعيين مستر فورد بالقصر .
اعقب ذلك طلب الملك من الحكومة ( كانت حكومة الوفد ) ضرورة ازالة الامتيازات التى كان يتمتع بها السفير البريطانى فى مصر ، فقد كان مسموحا بحراسة السفارة البريطانية فى القاهره بحراس من الجيش البريطانى راسا ، ويفتح للسفير الباب الملكى بمحطة السكه الحديد عند سفره او قدومه ، ويخصص له قطار خاص ويستقبل رسميا عند سفره ، وتوقف حركة المرور فى الشوارع عند خروجه او مروره بالسيارة وتحاط سيارته بحراسة خاصه انجليزية ، هذه الامتيازات لاتمنح الا لملك البلاد ، وكانت تمنح للمندوب السامى البريطانى وقت ان كانت مصر رسميا تحت الاحتلال البريطانى ، ولكن بتوقيع معاهدة 1936 التى سماها الوفد معاهدة الاستقلال والشرف اقرت بريطانيا على الورق بأستقلال مصر ، ويترتب على ذلك ان يتحول المندوب السامى البريطانى الى السفير البريطانى ، ويعامل كسفير وترفع عنه كافة الامتيازات ، ويرى سكرتير الملك ان اشارة الملك بألغائها كانت من اول اسباب حقد السفير البريطانى عليه ، والحقيقة ان الحكومة التى وقعت المعاهدة رأت الابقاء على الامتيازات مجاملة للسفير ، ولم يفعل الملك ذلك تجاه السفير لأسباب شخصية او خاصة بل عن رغبة صادقة فى الحفاظ على كرامة بلاده والحرص على صيانة تلك الكرامة والتمسك بالمبادىء الوطنية القوية .

4 فبراير 1942 :
يحمل سكرتير الملك مسئولية حادث 4 فبراير لأثنين ، الاول حسنين باشا رئيس الديوان الملكى والثانى النحاس باشا رئيس حزب الوفد ، وتبدأ الحكاية قبل الحادث بعدة ايام حين ذهب الصحفى مصطفى امين الى القصر الملكى والتقى بحسنين باشا ليبلغه انه علم من مصدر مؤكد حدوث اجتماع مهم فى مبنى السفاره البريطانية ضم كبار القاده العسكريين وكبار السياسيين اثر خبر وصل الى السفاره بأن الملك عازم على انهاء الازمة الوزارية بأقالة وزارة حسين سرى وتعيين على ماهر رئيسا للحكومة ، واتفق فى هذا الاجتماع على منع الملك من ذلك ولو بأستخدام القوة وعزله من عرشه ، وطلب مصطفى امين ابلاغ الملك بذلك ، لكن حسنين رفض الابلاغ ، وطلب ان يتم ذلك عن طريق السكرتير الخاص الذى ذهب اليه مصطفى امين وحكى له الواقعة ، وكان السكرتير قد تحدث مع الملك قبل ذلك واستبعد فكرة تعيين على ماهر وكان تفكيره الاتجاه نحو شخصية مستقلة تماما تشكل وزارة قومية ، ومع ذلك نقل المعلومة للملك الذى طلب التأكيد لمصطفى امين انه ليس هناك اى تفكير فى على ماهر على الاطلاق .
وتصاعدت الازمة يوم 2 فبراير بتقديم حسين سرى استقالته ، فدعا الملك النحاس الى تشكيل وزارة قومية لكنه رفض وعزم الملك على ان يدعو اليه مكرم عبيد فى اليوم التالى ليقنع النحاس ، ولكن فى مساء 2 فبراير اتصل السفير البريطانى بحسين يبلغه علمه بمقابلة الملك للنحاس وانه ينصحه بترك مطلق الحرية للملك .
وفى صباح 4 فبراير سلم السفير انذارا الى حسنين بضرورة تكليف النحاس بتأليف الحكومة فى مساء نفس اليوم ، فدعا الملك قادة الاحزاب اليه ، واطلعهم على الموقف وطلب اليهم اتخاذ القرار ، واعلن النحاس انه لايعرف اى شىء عن الضغوط البريطانية على الملك ، وانه لن يرفض طلب الملك اليه بتشكيل الحكومة ، ورفض رؤساء الاحزاب انذار السفير ، ويلوم صاحب المذكرات النحاس باشا فقد كان حريا به ان يعلن رفضه تشكيل الحكومة .
ثم وصل السفير الى القصر مساء 4 فبراير على النحو المعروف وقدم انذاره الى الملك ، فتحدث معه الملك عن لياقة الورقه المقدمة وانه لامحل لها لأنه كلف النحاس فعلا بالتشكيل ، وكان الملك قد طلب الى حرس القصر عدم الاحتكاك مع الانجليز حتى لاتحدث مجزرة .
ويتسائل د . حسين باشا حسنى حول حسنين باشا وهو رئيس الديوان ويعرف خطورة الموقف لما لم يطلب الى حسين سرى تأجيل التقدم بأستقالته لأيام او لأسابيع تفاديا للازمة ، ولماذا لم يعمل على حل ازمة وزارة سرى خاصة وانه يعلم ان الملك لاينوى تكليف على ماهر بالوزارة ؟ .
ويوجه لوما عنيفا للنحاس باشا الزعيم الكبير الذى سمح بمظاهرة من شباب الوفد فى حديقه منزله حملوه على الاعناق وهتفوا فيها للسفير البريطانى الذى اهان كرامة الملك والبلاد .

الاتصالات بألمانيا :
كان مايلز لامبسون قد ردد كثيرا ان الملك فاروق كان على اتصال بالالمان ودول المحور اثناء الحرب العالمية الثانية ، وحين عرض النقراشى باشا عام 1947 على هيئة الامم المتحدة القضية المصرية مطالبا بالاستقلال ، اتهم مندوب بريطانيا الملك بأنه كان يخابر اعداء الحلفاء .
والحقيقة ان الملك حاول الاتصال بهتلر ، وكان ذلك بعد ان تجاوزت القوات الالمانية الحدود المصرية عام 1942 ، فقد طلب الى سكرتيره ان يرسل برقية الى السفير المصرى بأيران وهو انذاك يوسف ذو الفقار باشا ، والد الملكة فريدة ليطلب من شاه ايران التوسط لدى هتلر لأصدار الامر الى جيشه بالحرص بقدر الامكان على تجنب مايؤدى الى تدمير المرافق فى البلاد والحفاظ عليها وعلى ارواح الناس على قدر الاستطاعه ، وارسلت برقية بالفعل ولايظهر فى المذكرات حديث عن اثر هذه البرقية ، لكنها وصلت بالتأكيد الى علم الانجليز ، ورغم نبل هدف الملك وتصرفه كملك يتخوف على بلده وشعبه ، فأن بها قدر كبيرا من السذاجه السياسية ، اذ كيف يرسل برقية بهذا المعنى ، بينما كان الانجليز يعرفون كل كبيرة وصغيرة فى القصر وجواسيسهم تملأ القاهره وطهران ، الم يكن الاجدى ارسال مبعوث لمقابلة السفير او طلبه الى القاهره وابلاغه بذلك شفويا .
كان حادث 4 فبراير بداية تحول خطير فى حياة الملك وان بدا بهدف برىء ، فقد اشاع لامبسون ان الملك يكره الانجليز ، عموم الانجليز ، ولم يكن ذلك صحيحا ، واراد الملك ان يكذب لامبسون عمليا ، فقرر ان يتعامل مباشرة مع الشباب والافراد الانجليز فى مصر ، وكان هؤلاء يتواجدون فى الملاهى الليلية خاصة الاوبرج ، فكان الملك يفاجئهم بالظهور بينهم فى تلك الملاهى ، وهو امر اثار السكرتير الخاص واخرين غيره بالحاشية الملكية ، وفاتحوا حسنين فى هذا الامر فأخذ يبرره ويدافع عنه بأن ذلك اتجاه محسوب وتحت السيطره للصالح العام ، ثم عاد السكرتير الخاص ليفاتح الملك مرددا نفس حجج حسنين ولكنها تطورت الى الاسوأ ، وبتعبيره .. ان التغيير الذى طرأ على سلوك الملك الشخصى فى هذه المرحلة المبكرة كان طفيفا اذا قورن بالانزلاق الخطير الذى طرا على سلوكه فيما بعد .
وبدأ تردد الملك على صالات القمار بالفنادق واكتشف الامر بالمصادفة ، ولما فاتح السكرتير الخاص حسنين ، ردد بأن الملك تربى مع اخواته البنات وكان محروما من الاصدقاء الشبان ، ومن الافضل ان ينفتح على ابناء العائلات العريقة ، وهؤلاء يلعبون الورق وهو جزء من سلوكهم وليس دليل انحراف !! .

كريم ثابت :
ظهر كريم ثابت فى حاشية الملك وعينه الملك مستشار صحفيا ، وقد اثار ذلك غضب الكثيرين لأن ثابت تربى فى صحيفة المقطم وهى لسان حال الانجليز فى مصر ، وفضلا عن ذلك فقد كان كريم شخصا فاسدا ومنحطا ، وقد ذهبت بعض الدراسات مؤخرا وبعد ظهور مذكرات كريم ثابت الى ان الملك اختاره لهذا المنصب لأنه يعلم ان كريم ثابت كان على صلة برجال المخابرات فى السفارة الانجليزيه ، وان الملك اختاره تحديدا ليكون قناة توصيل جيده ومباشرة بينه وبين لندن ، واظهرت الوثائق الامريكية التى كشف عنها فى السنوات الاخيرة ان كريم ثابت كان على صلة ايضا بالسفارة الامريكية ورجال الامن بها .

على ماهر والخدم :
ويرصد صاحب المذكرات جانبا من التخريب الذى تعرضت له شخصية الملك فاروق ، قام به على ماهر الذى اختير رئيسا للوزراء فى عهد فاروق وكذلك كان اول رئيس وزراء بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 ، كان الملك فاروق يثق به لانه عمل مع والده الملك فؤاد ، وكان اول من نادى بتنصيب فاروق ملكا بعد وفاة الملك فؤاد ، وفى بداية عهده كان الملك يستقبل كل صباح معاونيه ويقدم كل منهم التقارير التى لديه ، ويبحثها الملك بنفسه ويملى توجيهاته ، فلما جاء على ماهر رئيسا للديوان قرر الا يلتقى الملك بالمعاونين وجها لوجه ، بل يقدم كل منهم مالديه فى تقرير مكتوب الى رئيس الديوان ليعرضه بنفسه ويعود اليهم بالتوجيهات ، فتعثرت وتباعدت اللقاءات بين الملك ورجاله ، ثم تباعدت مع على ماهر ايضا ، فكانت التقارير تحمل الى الملك ويقراها عليه الشماشرجية ثم الخدم فيما بعد ، وفتح الباب على مصراعيه لتدخلهم فى الامور السياسية وغير السياسية ، وتطورت الامور على النحو الذى نعرفه ، فظهر انطون بوللى ومحمد حسن وغيرهما .
عبر المذكرات يبدو الم السكرتير الخاص واخرين داخل الحاشية من انحدار مستوى الملك فى السنوات الاخيرة ، ويسميها السنوات السوداء وعجزهم عن ردعه ، وتثبت هذه المذكرات صحة مااستنتجه المستشار طارق البشرى من ان حاشية الملك لم تكن كلها فاسدة ، بل كان بينهم اناس شرفاء واطهار وحافظوا على شرفهم وطهرهم .
وعلى المستوى الشخصى فأن هذه المذكرات وغيرها بددت الكثير من الدعايه السوداء التى بثت ضد الملك فاروق فى الخمسينات ، فلم يكن الملك فاروق خائنا لوطنه ولا لجيشه كما تردد ، ولم يكن الرجل زير نساء كما صور ، ولا كان يحتسى الخمور ويسكر ليل نهار ، بل ثبت انه لم يتعاط نهائيا الخمور ، هو فقط كان ضعيف الشخصية بسبب طفولته ومااحدثته امه فيما بعد ، اما حداثة سنه فلاتصلح مبررا لكل ذلك ، فقد سبق ان تولى الخديوى عباس حلمى نجل الخديوى توفيق ولاية مصر بعد وفاة والده واستدعى من الخارج فى ظروف مشابهة ، وكان عمره 18 عاما ، لكن عباس حلمى لم يرزق بشخصيات مثل حسنين باشا والملكة نازلى وكريم ثابت وعلى ماهر وغيرهم .
دنيا الاتحاد – العدد 9760 – الثلاثاء 12 محرم 1423 هـ - 26-3-2002 م

محمد علي باني مصر الحديثة.. حانت ساعة رد الاعتبار

محمد علي باني مصر الحديثة.. حانت ساعة رد الاعتبار
وضعه مؤرخون بين مطرقة الظلم وسندان الإنصاف
القاهرة: حسين محمود
القائد الذي نظّم الفوضى واستفاد من كتاب ميكافيللي
* هناك شخصيات تمر في التاريخ من دون أن تترك أثراً، وهناك شخصيات يتوقف عندها التاريخ طويلا. من هؤلاء نابليون، الذي نذكره من دون أن نتذكر أياً من الحكام الآخرين الذين عاشوا في عصره، رغم عدم الاتفاق بين المؤرخين على هذه الشخصية، وتحليله بصوت، تتراوح بين الظلم الشديد والمبالغة في الإنصاف. من هؤلاء أيضا شخصية محمد علي مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر منذ عام 1805 عندما اعتلى محمد علي كرسي الولاية العثمانية على مصر، وحتى 1952 عندما تنازل حفيده الملك فاروق عن العرش ورحل على يخت المحروسة إلى أوروبا. بعد سبات طويل، يعود المصريون اليوم، إلى تلك الفترة من حياة بلادهم، بشغف كبير، وكأنما ليعيدوا الاعتبار لباني دولتهم الحديثة، وليكتشفوا ما بقي طي الوثائق والمحفوظات. ثمة ما تم اكتشافه، وأشياء لا تزال تحتاج الكثير من النبش. لكن المصريين لا يزالون يتساءلون، من هو محمد علي؟ وما الذي أنجزه؟ وما هو موقعه الحقيقي من حياتهم الحالية؟

منذ عام 2005 عقدت مؤتمرات كثيرة ونشرت أبحاث وكتب أكثر من أي وقت مضى، عن شخصية محمد علي، بمناسبة مرور 200 سنة على توليه حكم مصر. ورغم أن هذه المؤتمرات كونت رأيا عاما، يعبر عن الاتجاه السائد في الحكم عند محمد علي وعصره، إلا أنها طرحت بقوة مسألة رد الاعتبار، الذي يأتي متأخرا دائما، للعديد من الشخصيات التاريخية التي تتعرض للظلم.
"محمد علي ظلمه عبد الناصر، وطعن في شرعيته، حتى لا تسلب شرعية الثورة". هذا هو رأي رفعت هلال، رئيس الإدارة المركزية للوثائق المصرية. ولكن الظلم الذي تعرض له محمد علي في رأي المؤرخ صابر عرب، رئيس هيئة «دار الكتب والوثائق المصرية» أسبق كثيرا من عصر عبد الناصر. فقد بدأ هذا الظلم عن طريق كتابات ظهرت في فرنسا في أعقاب الحرب العالمية الأولى اعتمدت على الوثائق الفرنسية، وانتقدت معظم هذه الكتابات قسوة محمد علي وخصوصا في إدارته للمنافع العامة التي سخر فيها المصريين في ظل أوضاع اجتماعية وإنسانية غاية في السوء. وما بين مطرقة الظلم الشديد وسندان الإنصاف المبالغ فيه، تضيع أجزاء من الحقيقة التاريخية المجردة، ولعل هذا هو السبب الذي دعا الباحث رفعت هلال لأن يؤكد أن التاريخ لا يظلم أحداً، وأن الحقيقة تظهر في النهاية دائما، ولكن بعد أن ينتهي العصر الذي ظهرت فيه الشخصية المثيرة للجدل، وانعدام الخصومة مع أفكارها واتجاهاتها وسياساتها. ويحدد الباحث رفعت فترة عشر سنوات بعد انتهاء عصر مثل هذه الشخصية، لبداية دراسته دراسة محايدة.
والمعادلة التي يطرحها هلال في الحكم على الشخصيات التاريخية هي ببساطة وجود من يقف معها فيصور كل ما فعلته خيراً، ومن يقف ضدها فيصور كل ما فعلته شراً. ولكن يسود في النهاية تيار سائد يعبر عنه اتفاق العلماء، وفقهاء التاريخ. والتيار السائد فيما يخص محمد علي هو أنه باني مصر الحديثة، بكل ما يحمله معنى البناء، وهو ما قد يبرر له بعض القسوة التي صاحبت عملية البناء. وهي قسوة يراها هلال ضرورية في فترات بناء الأمم، ويستشهد بالتجربة الكورية، التي كافحت الجوع في الخمسينات، وبالصرامة استطاعت أن تصبح اليوم من القوى الاقتصادية العالمية.
ولكن إذا طبقنا هذه المعادلة على شخصية محمد علي فسوف نلاحظ أن الأحكام التي صدرت ضده في دراسات بداية القرن كانت قد تمت بعد انتهاء عصره، واختفاء معاصريه، وضعف خصومته. ولهذا يشير الباحث صابر عرب إلى أهمية دراسة الوثائق المتعلقة بالحقب التاريخية المختلفة، فهي التي تجلي الحقيقة التاريخية كاملة دون توجيه الاتهام أو الإدانة لأحد، وكذلك دون كيل المديح لهم.
وعن الوثائق المتعلقة بعصر محمد علي، يقول صابر عرب إن محمد علي نفسه أنشأ الدفتر خانة عام 1828 بهدف جمع وتنظيم إدارة الوثائق، وليس من المتصور أنه كان يفعل ذلك من أجل أن تكون مصدرا للكتابة التاريخية. ولكن الرجل بخبرته التاريخية وبمشورة أصدقائه الفرنسيين، وجه عنايته للوثائق وضبط إداراتها والسيطرة عليها ـ ولم يكن يعلم وهو يفعل هذا أنه يقدم خدمة جليلة للتاريخ المصري، وأنه يحافظ على الذاكرة التاريخية للأمة المصرية.
أما هذه الوثائق، فكما يؤكد صابر عرب لم يفكر أحد من أبناء محمد علي في دراستها وتيسير الاطلاع عليها، ولا حتى من أحفاده، حتى عصر الملك فؤاد، وسبقه جهد طفيف من الخديوي عباس حملي الثاني، الذي سمح لفرحيان الأرمني بالاطلاع على الوثائق العثمانية وترتيبها، وترجمتها وتلخيصها وجمعها في 38 كراسة عام 1897. وللأسف ضاعت هذه الكراسات إلا واحدة ترجمها موظف فرنسي اسمه تالاماس ونشرت بالفرنسية في مصر عام 1914.
ويواصل صابر عرب رصده لمسيرة الوثائق التاريخية الخاصة بعصر محمد علي، فيشير إلى جهود الملك فؤاد في هذا الصدد، عندما أمر بتشكيل لجنة برئاسة حسن باشا نشأت عام 1925 لجمع وثائق عصر محمد علي من اللغات العثمانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية وتصنيفها وترجمتها إلى اللغتين العربية والفرنسية، والأخيرة كانت تهدف إلى الرد على الدراسات الفرنسية التي اعتقد أنها شوهت صورة محمد علي. وكان من الطبيعي أن تركز هذه الجهود على إظهار الإيجابيات وعظمة محمد علي العسكرية والسياسية والإدارية، وأظهرته على أنه هو المحرك الأول والوحيد للنهضة، مع إغفال دور الشعب الذي كان هو القاطرة الحقيقية لكل انجازاته.
وفي الأعوام الأخيرة أصبح هناك جهد منظم لدراسة الوثائق والتعرف على الحقائق مجردة. وهناك مشروع طموح من «دار الكتب والوثائق القومية» لترجمة ونشر الوثائق الأجنبية المتعلقة بحكم محمد علي، بمشاركة «المركز القومي للترجمة»، وصدر منها جزءان: أحدهما عن البحرية المصرية والآخر عن العصر الذي سبق تولي محمد علي الحكم في مصر. والأخير على درجة كبيرة من الأهمية، لأنه يقدم حالة مصر منذ عام 1801 وحتى 1804 أي قبل عام واحد من تولي محمد علي السلطة رسميا. والدارس لهذه الحالة يدرك مدى الإنجاز الذي حققه محمد علي في بناء مصر الحديثة، فمصر قبل محمد علي مختلفة تماما عن مصر بعدها. ربما لا يكون الفضل لمحمد علي وحده، وربما يشاركه أيضا الشعب المصري الذي كان عازما على الخروج من الكبوة المظلمة التي عاش فيها حتى حكم وتحكم المماليك الجاهل.
يقول صابر عرب عن هذه المرحلة: «معظم الكتابات التاريخية عن هذه المرحلة قد عنيت بالحملة الفرنسية أو الإنجليزية بينما سقطت الفترة التاريخية التي سبقت تولي محمد علي من الذاكرة التاريخية، وجاءت معظم الكتابات على شكل أدبيات، أكثر منها معلومات تاريخية موثقة. ولكن الوثائق المنشورة أخيرا أفردت مساحة كبيرة للواقع المصري بكل مآسيه، وسجلت ملامح الوعي الوطني من خلال رصدها لحركة الحياة المصرية، ونبض الشارع المصري، ونمو الزعامة الوطنية، التي خرجت من رحم الشعب المصري معبرة عن مطالبه الحقيقية».
ويؤكد صابر عرب على أن مصر كانت تمر في ذلك الوقت بعصر يتسم بالفوضى الضاربة. فقد كشف رحيل الفرنسيين عن حالة الانقسام التي عمت صفوف المماليك، ففريق منهم رأى أن يستظل بحماية الإنجليز، وقد تزعم هذا الفريق محمد بك الألفي وفريق آخر فضل الاعتماد على الفرنسيين وقد ترأس هذا الفريق عثمان بك البرديسي، وفريق ثالث التزم الحياد أو موالاة الأتراك، وعلى رأسهم عثمان بك حسن، وجميعهم قد ضعفت شوكتهم وتبددت هيبتهم في عيون المصريين.
لقد نظر المصريون ـ والكلام لا يزال للدكتور صابر عرب ـ بقدر هائل من السخط إلى المماليك والعثمانيين بسبب فرض الضرائب الباهظة والقسوة في المعاملة. وكانت الحملة الفرنسية سببا مهما في ظهور زعامات وطنية حظيت بإجماع المصريين من أمثال عمر مكرم والشيخ السادات والشيخ الشرقاوي والشيخ محمد الأمير وغيرهم.
وفي الوقت الذي شدد فيه السلطان العثماني على أهمية استعادة مصر عقب رحيل الفرنسيين والتخلص من البكوات الذين تسببوا في تدهور الحياة المصرية، إذا بالمماليك أشد إصرارا على استعادة نفوذهم ولذا أعلنوا التمرد على السلطان، واستنجد بعضهم بالفرنسيين، والبعض الآخر بالإنجليز. وأنهك الصراع القوى المملوكية والعثمانية المتنافسة مما أتاح لقوى مثل الأرناؤوط فرصة الاستقواء، ولجأ إليهم فريق من المماليك ولكنهم تعاطفوا مع الشعب المصري الذي كان يعيش محنة حقيقية دفعتهم إلى الثورة لدرجة جعلتهم يقتلون العديد من محصلي الضرائب.
ولهذا يمكن القول إن مصر كانت تعيش عصر الفوضى، ولكنها فوضى خلاقة أدت إلى دخولها عصرا جديدا لإعادة بناء ما تهدم خلال القرون السابقة كلها. من هذا المنظور يمكن رؤية محمد علي الذي قرأ كتاب الأمير لميكافيللي، ولم يعجبه كما تدل على ذلك وثائق إيطالية في تلك الفترة، ولكن لا بد أنه استفاد منه في إدارة شؤون الدولة التي كونها بنفسه، وخاصة عدم تعارض المصلحة الخاصة مع المصلحة العامة، ولهذا فإن مصلحته الخاصة هي التي دفعته إلى بناء دولة قوية أدخلت مصر إلى العصر الحديث.
* دولة محمد علي في الوثائق الإيطالية
> «مصر في عصر الفوضى» كتاب يعرض الوثائق الإيطالية غير المنشورة بترجمة ولاء عفيفي وهيثم كمال وهدى عبد العاطي، ومراجعة حسين محمود وجمال زكريا قاسم، وتقديم محمد صابر عرب، صدر عام 2007 عن «دار الكتب والوثائق القومية» و«المشروع القومي للترجمة».
يغطي الكتاب الوثائق الإيطالية في الفترة من يوليو عام 1801 إلى يوليو 1804 وقام بتصنيفها مؤرخ إيطالي استدعاه الملك فؤاد لدراسة الوثائق الخاصة بعصر جده، ولكن لسبب لا نعرفه نشر الجزءين الأول والثاني من وثائق هذا العصر، بعد أن وعد بتقديم تسعة أجزاء، لم نعثر علي أي منها، وربما تعرضت للرقابة بعد نشرها أو لم تنشر على الإطلاق.
وقام ساماركو بتجميع الوثائق من الأرشيفات المصرية والأوروبية، ومعظم الوثائق التي نشرها في هذا الكتاب موجودة بـ «دار الوثائق القومية المصرية». وهي تبدأ مع رحيل الحملة الفرنسية عن مصر، وتنتهي قبل عام من تولي محمد علي مقاليد الحكم في مصر. سنوات أربع شهدت فيها مصر كل أنواع الفوضى الممكنة وغير الممكنة، ولكنها انتهت بدخول مصر عصراً جديداً تماماً مختلفا عما كان قبله.
ومن خلال هذه الوثائق نستنتج، ان هذه الفوضى كانت تحمل آلام مخاض الولادة لمصر الحديثة، ليس فقط بقدوم محمد علي والياً عليها، وإنما أيضا للدور الذي لعبته الجماهير في وضع نهاية لهذه الفوضى.
ويشهد دي روسيتي، صاحب معظم الوثائق المنشورة في هذا الكتاب، والقنصل العام لبعض الحكومات الأوروبية الموجودة في ذلك العصر، على مدى قوة العناصر الأجنبية في مصر، وقدرتها على التحكم في القرارات التي يصدرها أي حاكم على مصر. فقد كان القناصل الأجانب يتمتعون بامتيازات كبيرة في مجال التجارة، تصل إلى حد الاحتكار في بعض الأحيان. وعندما كان باشا مصر يصدر قرارا يمس مصالحهم كان بمقدورهم الحصول على فرمان من «الباب العالي» يلغي هذا القرار. كما كانت لهم وسائل أخرى للاحتجاج على هذه القرارات مثل التهديد بإيقاف حركة التجارة والانسحاب من الحياة في المدينة التي يعيشون فيها.
نلحظ من محتوى هذه الوثائق أن ممثلي الدول الكبرى كان لهم رأي في الصراعات الداخلية، وأن الحملة الفرنسية وإن كانت قد جلت عن مصر إلا أنها تركت تأثيرا قويا للفرنسيين في مسار السياسة المصرية، كما نقلت الصراع بين انجلترا وفرنسا كقوى استعمارية عالمية إلى الأرض المصرية. وسجل دي روسيتي حالات المطاردة الدبلوماسية بين سفيري بريطانيا وفرنسا في مصر. كذلك الوجود القوي لهؤلاء الممثلين.
وكان المقر الرئيسي للممثليات الأوروبية في القاهرة، ولكل ممثل نائب في الإسكندرية، والممثل الموجود في القاهرة هو الذي يخاطب وزير خارجية بلاده، أما نائبه في الإسكندرية فيخاطب الممثل المقيم بالقاهرة والذي ينقل فحوى رسائله إلى وزير الخارجية. ومع ذلك ففي بعض الحالات التي انقطع فيها الاتصال بين القاهرة والإسكندرية كان نائب القنصل أو السفير في الإسكندرية هو الذي يخاطب وزيره مباشرة. كذلك نلحظ من الوثائق أن القنصل أو السفير لم يكن يمثل بلدا معينا، وإنما عدة بلاد في وقت واحد، وأنه لم يكن شرطا أن يكون السفير أو المندوب المقيم أو القنصل يحمل نفس جنسية البلد التي يمثلها، وهذا هو ما جعل الوثائق التي بين أيدينا مكتوبة باللغة الإيطالية ولكنها تسجل التقارير الدبلوماسية للدولة النمساوية والروسية وأحيانا السويدية، نظرا لأن قنصل هذه البلاد في مصر كان إيطاليا.
ولم يكن التاريخ وحده هو الذي يحمل صفة الخصوصية في تلك الفترة، وإنما الجغرافيا أيضا، فلم تكن الدول الأوروبية هي المعروفة حاليا، وكذلك إيطاليا التي لم تكن قد توحدت، فكانت فيها ممالك وجمهوريات ودوقيات وكلها مستقلة. ويبدو أن فيينا عاصمة النمسا كانت من مراكز السياسة الأوروبية المهمة في ذلك الوقت، وكانت لها علاقات عميقة مع الدولة العثمانية التي احتفظت بتحالفات أوروبية لها أهميتها، ومنها تحالف مع روسيا، حيث تشير إحدى الوثائق إلى أسطول عثماني روسي مشترك.
ويبدو أن التحالف البريطاني العثماني هو الذي أجبر الفرنسيين على الجلاء عن مصر بمساعدة المماليك، الذين تلقوا وعودا من الإنجليز والفرنسيين معا، ولم يستطيعوا الإفلات من القرار العثماني بإبادتهم. تلك الإبادة التي لم تكن وليدة قرار منفرد لمحمد علي بعد توليه السلطة فيما عرف باسم مذبحة القلعة. فالحقيقة أن المماليك وقادتهم من البكوات تعرضوا للعديد من المذابح قبل وصول محمد علي إلى الحكم، ولم تكن مذبحة محمد علي سوى ذروة هذه المذابح والقول الفصل في إنهاء عصر المماليك.
وما أثارني حقاً في هذا المشهد الرهيب الذي تعرضه الوثائق للحالة المصرية في السنوات التي تسجل أحداثها، هو أنه لم يرد ذكر لزعيم تلك الفترة نقيب الأشراف عمر مكرم سوى مرة واحدة في الوثيقة رقم 29 بتاريخ 6 مايو عام 1803. ويقول فيها دي روسيتي: «أخذ الكلمة عمر أفندي (نقيب الأشراف) منددا بالضرائب الجديدة والالتزامات الضريبية الباهظة التي ترهق الفقراء والمساكين. وبناء على كلمته تقرر رفع الضرائب الجديدة عن كاهل الشعب، وحظي الحاضرون بوعد من طاهر باشا ورجائي أفندي الدفتردار بهذا، وانتهى الأمر بأن تولى مهام منصبه». كانت الكلمة التي ألقاها عمر مكرم في مجلس عقد في منزل القاضي حضره المشايخ وكبار رجال الدولة. كان هذا المجلس بمثابة برلمان نخبوي يضم صفوة المجتمع، ففيه مشايخ الأزهر إلى جانب المسؤولين الكبار مثل عمر أفندي، وكان نقيبا للأشراف، وهو ما يعني أيضا أن المجلس تحضره فئات مختلفة من المجتمع. وكان من شأن هذا البرلمان أن يعين الوالي على مصر بدليل أنه عين طاهر باشا قائمقام، أي نائبا للوالي، حتى يُصدر له فرمان خاص بدرجة الوالي من الباب العالي. وفي رأيي أن وجود مثل هذا المجلس الذي يضم أعيان البلد دليل قوة ذلك العصر بكل ما يحمل من فوضى وصراعات. وهو أيضا دليل على أن كافة أطراف الصراع كانت تضع نصب أعينها مصلحة الشعب الذي يمكنه أن يحاسبها. أما الدلالة التي لا تخفى على أحد من خلال هذه الشهادة أن عمر مكرم كان خطيبا مفوها، فقد أثمرت كلمته عن إسقاط الضرائب التي فرضت على الشعب، وكان ذلك بمثابة الميثاق الذي يجب أن يسير عليه الوالي الجديد. صحيح أن طاهر باشا لم يف بالوعد وفرض ضرائب جديدة، ولكن هذه قصة أخرى ترويها وثائق هذا الكتاب وتقدم تحليلا لها من وجهة نظر مراقب أوروبي ربما لا يكون محايدا فيما يرى لكنه على الأقل، صادق في روايته التي يعتمد عليها اتخاذ القرار في دوائر صنع السياسة الأوروبية في ذلك الوقت.
بقي أن نقول إن الجزء الثاني من هذه الوثائق التي تسجل فترة تولي محمد علي للسلطة في مصر ربما يكون هو الأهم، لأنه سوف يتناول الفترة التي أمسك فيها محمد علي بزمام الأمور في مصر، مع ما صاحب هذا من أحداث على قدر كبير من الأهمية، أدخلت مصر إلى العصور الحديثة. ولكننا لم نعثر بعد على هذا الجزء، وربما يكون في الجمعية الجغرافية المصرية والتي كانت تسمى الجمعية الجغرافية الملكية وكانت هي الناشر الرسمي لهذه السلسلة من الكتب، ولكن ربما لم ينشرها ساماركو نفسه، لأنه يشير في تعليق على بعض الوثائق أنه لم يتسن له وضع المجلد الثاني لصعوبة الحصول على وثائقه. وفي هذه الحالة فإننا نعد بأن نبحث عن الوثائق الإيطالية التي تغطي الفترة التالية لعام 1804 سواء وجدناها في مصر أو في أوروبا، حتى يمكننا أن نكمل عمل المؤرخ الإيطالي الكبير وبنفس منهجه في تصنيف الوثائق وقراءتها.

الثلاثاء، أغسطس ١١، ٢٠٠٩

الأسلحة الفاسدة.. أوراق «مجهولة»..


الأسلحة الفاسدة.. أوراق «مجهولة».. ووثائق «سرية» (٢) رئيس ديوان المحاسبة اكتشف سرقة أموال الجيش فى حرب ٤٨.. وقدم استقالته.. وقبلَها النحاس والملك على الفور١١/ ٨/ ٢٠٠٩
أثارت قضية الأسلحة الفاسدة تساؤلات كثيرة منذ وقوعها نهاية الأربعينيات من القرن الماضى وحتى الآن لكن حقيقة الأمر أن الفساد انحصر فى استغلال النفوذ، خاصة من حاشية الملك ومجموعة من ضباط وزارة الحربية آنذاك، وكشفت وثائق محمود بك محمد محمود رئيس ديوان المحاسبة التى ننشرها اليوم عن مغالاة فى رفع أسعار شراء الأسلحة..
لكن لم تكن هناك أسلحة غير صالحة للاستخدام أثرت المعارك الحربية فى فلسطين آنذاك، كما كشفت تلك الوثائق عن مفاجآت فى توريد الأسلحة بعد انتهاء الحرب، كما كانت هناك بدايات لصناعات حربية فى مصر قبل ثورة ١٩٥٢، من خلال شركة مصر للهندسة والسيارات ومصلحة السكك الحديدية، فضلاً عن البدء فى إنشاء مصانع متخصصة فى إنشاء الأسلحة.
لقد أعطى القانون رقم ٥٢ لسنة ١٩٤٢، لديوان المحاسبة حق مراجعة مستندات الصرف الحكومية، ونظراً للظروف الاستثنائية التى شهدتها مصر عام ١٩٤٨ و١٩٤٩ نتيجة حالة الحرب فى فلسطين، وافق مجلس الوزراء فى ١٣ مايو ١٩٤٨، على الترخيص لوزارة الحربية، فى أن تتحلل من جميع القيود المالية، وعلى هذا الأساس شكل وزير الحربية والبحرية لجنة سميت (لجنة احتياجات القوات المسلحة)، أوكلت إليها سلطة إبرام الصفقات اللازمة لسد حاجة الجيش من الأسلحة والذخيرة.
فى سبتمبر ١٩٤٨ طلب ديوان المحاسبة من وزارة الحربية، إعداد مستندات شراء الأسلحة والذخائر أثناء حرب فلسطين، غير أن وزارة الحربية نظراً لعدم انتهاء الحرب، طلبت تأجيل الأمر لسرية المستندات، فاستجاب الديوان لها، وفى ١٤ يونيو ١٩٤٩، حصل ديوان المحاسبة على المستندات المطلوبة.
لاحظ الديوان فى ميزانية عام ١٩٤٨/ ١٩٤٩، أن مجلسى الشيوخ والنواب اعتمدا مبلغ ٤ ملايين جنيه، ارتفع إلى ٩ ملايين جنيه فى يونيو عام ١٩٤٨، لمواجهة المصروفات الإضافية اللازمة لقوات الجيش المرابط على الحدود بين مصر وفلسطين، وقد طلبت وزارة الحربية إعفاءها من جميع القيود والإجراءات المالية المقررة فيما يختص بجميع تصرفاتها بالنسبة للاعتماد المشار إليه، وأى اعتمادات أخرى تفتح فى المستقبل للغرض نفسه.
كذلك خصصت ١٤ مليون جنيه كمصروفات إضافية فى ميزانية عام ١٩٤٩/ ١٩٥٠، مع رفع تكاليف الحملة من ٣٠ مليوناً إلى ٤٢ مليون جنيه، فى حين أن جملة المصروفات الإضافية التى أنفقتها وزارة الحربية على تلك القوات حتى نهاية السنة المالية ١٩٤٨/ ١٩٥٠ بلغت ٢١.٨٦٦.٢٤٥ جنيه، أما الباقى وقدره ٢٠.١٣٣.٧٤٤ جنيه، فقد ظل تحت تصرف الوزارة للإنفاق منه على القوات المذكورة ابتداء من السنة المالية ١٩٤٩/١٩٥٠.
وقد أدى ذلك إلى حدوث مخالفات مالية جسيمة تحقق منها ديوان المحاسبة الذى كان يرأسه محمود بك محمد محمود آنذاك، فقد أكدت وثائق ديوان المحاسبة بخط يد محمود بك أن أغلب المخالفات الفاضحة التى حدثت بوزارة الحربية خلال عامى ١٩٤٨ و١٩٤٩، فى عقد صفقات كبيرة لم تكن هناك حاجة عاجلة إليها للانتفاع بها فى حملة فلسطين لطول مدد توريدها فجاءت متأخرة عن الوقت المناسب بينما أعفيت من الإجراءات والقيود المالية المقررة أما عن طريق تمريرها بلجنة الاحتياجات أو خصماً على حساب حملة فلسطين.
وقد تميزت هذه الصفقات بمنفعة وسطاء معروفين يؤيدهم نفر قليل من المسؤولين تمتعوا بنفوذ وسلطات واسعة، وقد كانت جميعها بأسعار مرتفعة للغاية مقارنة بمشتريات مشابهة، وقد تصادف أن تبع هذه الصفقات بعض الإجراءات التى أكدت حدوث تجاوزات، نتجت هذه المخالفات عن عدم توحيد مسؤولية أعمال الإعداد فتعددت الجهات التى تملك سلطة البت وضاعت بينها المصلحة العامة.
لقد كشفت صفقات الأسلحة عن تجاوزات غاية فى الخطورة وكشفت عن أسماء تلاعبت بمقدرات الشعب المصرى.
صفقة القنابل الإيطالية
كشفت أوراق ديوان المحاسبة عن صفقة لشراء ٢٥٠ ألف قنبلة يدوية من مصانع "كستر وزيونى ميكانيكا" بايطاليا، تعاقد على تلك الصفقة القائمقام عبدالغفار عثمان وبناء على تعليمات غير محددة من مصر بسعر القنبلة ٧٥٠ مليما بدون مصاريف الشحن والتامين فى حين أن عبدالرحمن الساوى بك وكيل وزارة الحربية لشئون الطيران ورئيس بعثة المشتريات بالخارج آنذاك، نفى عرض هذه الصفقة عليه، وثبت أيضا أن سعر هذه القنبلة لا يتعدى ٢٥٠ مليما، فى حين أن سعر النوع المحلى الذى تصنعه مصلحة السكك الحديدية فى مصر، وهو أصلح لم يزد عن ٣٧٠ مليما، كما ثبت عدم جودة هذه القنبلة وفاعليتها أمام القنابل المصرية، فلم تستعمل خلال الحملة.
صفقة طائرات ماكى وفيات
تعاقدت وزارة الحربية بناء على وساطة قائد اللواء الجوى حسن عاكف ياور الملك فاروق وأحد أعضاء بعثة المشتريات بالخارج وتحت مسؤوليته، على صفقة طائرات من نوعى ماكى وفيات وقطع الغيار اللازمة لهما بأسعار مرتفعة للغاية خلال الحرب، ثم تمكنت لجنة الاحتياجات بعد ذلك وبنفس الظروف والشروط من شراء عدد آخر من هذه الأنواع أقل فى سعره بنسبة تتراوح بين ٣٠: ٥٠% من الأسعار السابقة، سواء فى الطائرات أو قطع الغيار، مما يوضح مدى الضرر الذى عاد على المصلحة العامة من تعدد مصادر الشراء وتدخل الوسطاء خاصة الخواجة أدمون جهلان الذى كان يقف وراءه أنطوان بوللى من الحاشية الملكية.
صفقة قذائف الانرجا
وهى من الصفقات التى وصلت بعد انتهاء الحملة، والتى تقرر استخدامها دون رأى رئاسة الجيش، وتم التعاقد عليها بواسطة كل من المهندس توفيق احمد واللواء إبراهيم المسيرى وعبدالغفار عثمان ودياب مهلهل ومصطفى شديد خصما على حساب الحملة، وكانت كمياتها وأسعارها كبيرة دون مبرر ظاهر إلا تدخل الوسطاء خاصة مسيو بيسارا.
صفقة عربات رينو وفيات
اشترت لجنة الاحتياجات ٥٠ عربة رينو فى أول الحملة رغم معارضة الفنيين وكان الوسيط أيضا مسيو بيسارا، واشترت ٣٠٠ عربة فيات خلال الحملة كان وسيطها المستر أدمون جهلان لصالح كل من حلمى حسين وأنطوان بوللى من الحاشية الملكية، وقد اعترف مدير شركة فيات الذى وقع العقد بأن أدمون جهلان هدده بالطرد من مصر إن لم يخضع لأوامره.
صفقة شركة براندت
تعتبر مجموعة الصفقات التى عقدت مع شركة براندت ومحل ج ابرنخت لصاحبه مسيو بيسارا، محل مخالفة واستغلال فاضح لتلك التجاوزات، فقد تعاقدت وزارة الحربية عند بد الحملة على صفقة بقيمة ٣٧٧ ألف جنيه، ثم حاولت فى ٢٨ فبراير عام ١٩٥٠، الحصول على موافقة مالية للتعاقد على صفقة ثانية قيمتها ٣٤٥ ألف جنيه مستندة إلى الأسعار السابقة وبزيادة ١٤% ولم تكن هناك حاجة عاجلة لأول صفقة لأنها لم تصل إلا بعد رفع حظر توريد السلاح لمصر، كما لم يتم توريدها خلال الحملة، وإنما ما وصل من مدافع الهاون وقنابله وانتفع به خلال الحملة كان من صناعة ايطالية لا تقل عن براندت وأسعارها أقل بكثير رغم كونها وقت الحظر، فى الوقت الذى تصادف أن كلفت شركة مصرية بإنتاج مدافع وذخيرة للهاون، وكانت أسعارها أقل من أسعار شركة براندت فعملوا على تأجيل التجارب التى تثبت صلاحية الإنتاج المحلى، كى لا تفوتهم فرصة الارتباط فى نهاية السنة المالية، وقد كانت هذه التجارب عرضة لتهجم مغرض ترأسه عبدالغفار عثمان.
صفقات شركة F.N
فى صيف عام ١٩٤٨، كلفت وزارة الحربية لجنة الاحتياجات بتحرير أكثر من عقد مع شركة F.N، لشراء ٢٠ ألف بندقية عادية (بنادق الموزر) و١٧.٧٠٠ بندقية نصف آلية، لم يصل منها شىء إلا بعد انتهاء الحملة، كما لم يصل أى بندقية نصف آلية حتى عام ١٩٥٠، وقد تميزت تلك الصفقات بظروف توضح ميل الوزارة إلى التمادى فى التعاقد مع هذه الشركة رغم التأخر فى التوريد، وقد ترتب على ذلك أن رفضت رئاسة الجيش قبول الـ٨ آلاف بندقية التى وصلت من هذا النوع بعد انتهاء الحملة، كما عمدت الوزارة إلى الغاء صفقة الـ٢٠ ألف بندقية عادية واستبدالها ببنادق نصف آلية، فأصبح مجموعها ٣٧.٧٠٠ بندقية نصف آلية، وقد تمت صفقة استبدال هذه الصفقة بنفس الأسعار السابق التعاقد عليها مع أنها تمت بعد الحظر، ومن المعلوم أن هناك تخفيضا قدره ٧.٥%.
وكشفت التقارير عن أن البنادق الماوزر فيه مبالغة فاحشة، إذ يزيد على ضعف ثمن البندقية لى انفليد الانجليزية، بالإضافة إلى ملايين الطلقات التى بلغت قيمتها ٢.٧١٧.٦٥٢ جنيه، كل هذا لمصلحة وسيط الشركة الخواجة أدمون جهلان، ولو أن اسمه لم يظهر فى أى عقد من العقود الموقعة، كما أن الدعوى القائلة بأن احتياجات القوات آنذاك كانت تقضى بتوريد المزيد من الأسلحة دون داع لان الوزارة كانت بصدد إنشاء مصنع للأسلحة الصغيرة، وكان الأولى لها وهى تبحث فى عروض هذه المصانع بأن تربط بين سياسة المشتريات وإنشاء المصانع خاصة أنه كان لدى الوزارة عروض أفضل من عرض شركة F.N سواء للبندقية النصف آلية أو المصنع.
صفقة المصانع الحربية
تعاقدت وزارة الحربية على شراء مجموعة من المصانع الحربية، غير أن هذا لم يكن بناء على خطة مدروسة، فقد تعاقدت الوزارة على شراء مصنع بوب برينى بالاته المجددة التى وصلت بدءا من يوليو عام ١٩٤٩، ولم يبدأ فى تركيبها إلا بعد عام ١٩٥٠، كما تعاقدت مع مصنع أورليكون بمبلغ ٦.٢٠٠.٠٠٠ فرنك لإنتاج ذخيرة ٢٠ مم فى حين أن المدافع التى كانت موجودة لدى القوات المسلحة من هذا النوع هى ٥٠ مدفعا من طراز قديم استورد وقت الحظر، بينما تعاقد السلاح الجوى على شراء طائرات حديثة مسلحة بستمائة مدفع من طراز هسبانو تحتاج إلى ذخيرة تختلف عن ذخيرة أورليكون، وقد أدى الارتجال والتخبط فى التنفيذ إلى ضياع الوقت وعدم التقدم فى شىء وتحمل مصاريف دون مبرر.
صفقة السفينة "غردقة"
قام أمير البحر احمد بدر بعقد صفقة باسم الحكومة المصرية دون الرجوع إلى لجنة الاحتياجات لشراء سفينة لنقل الزيوت تسمى (الغردقة) بعقد حرر فى ١٤ يوليو عام ١٩٤٩ بينه وبين مالك السفينة المد عو كلوكو ترونيس.
صفقة اليخت "فخر البحار"
كشفت التقارير عن أن يخت فخر البحار الذى تم شراؤه بمبلغ ١٦٥.٠٠٠ جنيه، أصل ثمنه كان ٦٠ ألف جنيه فقط.
تجاوزات مصروفات مكاتب القادة
كشفت الوثائق عن تحميل مخصصات حملة فلسطين مصروفات إضافية صرفت فى جهات غير جهة الصرف المحددة لها، مثل قيام السلاح البحرى الملكى بشراء طقم مكتب كريستال اونيكس فاخر بمبلغ ٤٠ جنيه لمكتب القائد العام، و٨ محافظ جلد لحفظ الأوراق بمبلغ ٣٤ جنيها، وصرف ٧٨ جنيها لشراء نجفتين بلجيكيتين الأولى بـ ١٠ لمبات والثانية بـ ٨ لمبات، أمر بشرائها وزير الحربية والبحرية، الأولى ركبت بمكتب الطوارئ بسراى إسماعيل بثكنات قصر النيل، والثانى بقيت فى المخازن حتى مارس عام ١٩٥٠، كما تم صرف مبلغ ٤٢ جنيها و٧٥ جنيها لشراء سجادة وكنبة جلد ٤ كراس، و١٩.٥ جنيه لشراء مروحة كهربائية ودفاية لمكتب قائد عام المدفعية.
عمليات تزوير مستندات الصرف
اكتشف الديوان أثناء مراجعته مستندات مصروفات حملة فلسطين تزويرًا فى بصمات وتوقيعات تسلم المكافآت والعلاوات الاستثنائية المخصصة للضباط والجنود المقاتلين.
حدثت تلك الصفقات فى عهد وزارة إبراهيم باشا عبدالهادى، الذى ذكر لمندوب روزاليوسف بعد ذلك أنه لم يكن يعلم شيئا عنها.
استقالة رئيس ديوان المحاسبة
بعد مراجعة المستندات اكتشف الديوان أن ٢٥% من نفقات التسليح أنفقت بالفعل فى شراء الأسلحة، و٧٥% لم ينفق فى الغرض المحدد لها.
ونتيجة لتلك التجاوزات من وزارة الحربية، وتدخل القصر الملكى فى كتابة تقريره النهائى، قام محمود بك رئيس ديوان المحاسبة فى ٢٠ ابريل عام ١٩٥٠، برفع استقالته إلى مصطفى باشا النحاس رئيس الوزراء آنذاك، وقد جاء نص الاستقالة على النحو التالى:
حضرة صاحب المقام الرفيع رئيس مجلس الوزراء
تحية واحتراما وبعد
فقد عرضت ظروفا خاصة تحول دون الاستمرار فى رئاسة ديوان المحاسبة، لذلك أتشرف بأن أرفع إليكم استقالتى من رئاسة الديوان راجيا التفضل بقبولها، كما أرجو أن تتقبلوا شكرى لكم ولحضرات أصحاب المعالى الوزراء على ما لقيته منكم من صادق المعونة وحسن المجاملة.
وتفضلوا رفعتكم بقبول عظيم احترام".
محمود محمد محمود
تسلم مصطفى باشا النحاس الاستقالة وبعد يومين أى فى يوم ٢٢ من أبريل عام ١٩٥٠، قبلت استقالة محمود بك محمد محمود من رئاسة الديوان فى رسالة جاء نصها كالتالى:
حضرة صاحب المعالى الأستاذ محمود محمد محمود
رئيس ديوان المحاسبة
بعد التحية، تلقيت خطابكم المؤرخ ٢٠ أبريل الجارى الذى ترفعون فيه استقالتكم من رئاسة الديوان، وقد أسفت أسفًا بالغًا لإصراركم عليها.
وإنى إذ أرانى- إزاء هذا الإصرار- مضطرا إلى قبولها أشكركم- أنا وحضرات زملائى الوزراء- صادق تعاونكم معنا، وجليل خدماتكم فى الفترة القصيرة التى قضيتمونها فى رئاسة الديوان، راجيا لكم أحسن أمانى النجاح والتوفيق.
وتفضلوا معاليكم بقبول فائق احترامى،
مصطفى النحاس
القاهرة فى ٢٢ أبريل ١٩٥٠"
وفى اليوم التالى قبل الملك فاروق الاستقالة واصدر بذلك مرسوما صدر بقصر القبة فى ٦ رجب سنة ١٣٦٩ (٢٣ أبريل سنة ١٩٥٠).
إعــــــداد
دكتور خالد عزب
المشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة
محمد السيد حمدى
باحث مشروع فى مشروع ذاكرة مصر المعاصرة

نقلا عن المصرى اليوم 11/8/2009

كادر المعلمين الجديد

كادر المعلمين الجديد
النص الكامل لكادر المعلمين الجديد شهادة صلاحية لمزاولة مهنة التعليم.. بعد عامين تحت الاختباراجتياز امتحانات الثقافة والمهارات والمعارض.. شرط للترقيةكادر المعلمين الجديد هل ينصف كل العاملين بالتربية والتعليم فيما يلي نص قرار رئيس الجمهورية بمشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون التعليم الصادر بالقانون رقم »139« لسنة 1981: »المادة الأولي« يضاف إلي قانون التعليم الصادر بالقانون رقم »139« لسنة 1981 باب سابع بعنوان »أعضاء هيئة التعليم«، نصوصه كالآتي: الباب السابع أعضاء هيئة التعليم مادة (70): تسري أحكام هذا القانون علي جميع المعلمين الذين يقومون بالتدريس مباشرة داخل المدرسة، وعلي شاغلي وظائف التوجيه الفني وعلي المعلمين من شاغلي وظائف الإدارة المدرسية.مادة (71):يتكون جدول وظائف المعلمين من الوظائف الآتية:1ـ معلم تحت الاختبار.2ـ معلم.3ـ معلم أول.4ـ معلم متميز.5ـ معلم خبير.6ـ كبير معلمينويصدر باعتماد جداول الوظائف المشار اليها، وبطاقات وصفها، وبإعادة تقييم تلك الوظائف وترتيبها قرار من وزير التربية والتعليم.مادة (72):يشترط فيمن يتقدم لشغل وظيفة من وظائف المعلمين اعتباراً من تاريخ العمل بأحكام هذا الباب، الآتي:1ـ أن يكون متمتعاً بالجنسية المصرية أو جنسية احدي الدول التي تعامل المصريين بالمثل في تولي الوظائف المدنية، ويجوز لوزير التربية والتعليم الاستثناء من هذا الشرط وفقاً للقواعد والضوابط التي تبينها اللائحة التنفيذية.2ـ أن يكون حاصلاً علي مؤهل تربوي عال مناسب أو مؤهل عال مناسب بالاضافة الي شهادة تأهيل تربوي، ويصدر بقرار من وزير التربية والتعليم اشتراطات التأهيل التربوي المطلوبة ويستثني من هذا الشرط المدرسون الشاغلون لوظائف تعليمية عند العمل بهذا القانون.3ـ أن يكون محمود السيرة، وحسن السمعة.4ـ ألا يكون قد سبق الحكم عليه بعقوبة جناية أو بعقوبة مقيدة للحرية في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة.5ـ ألا يكون قد سبق فصله من الخدمة بحكم أو قرار تأديبي نهائي.6ـ أن تثبت لياقته الصحية لشغل الوظيفة.7ـ أن تتوافر بشأنه اشتراطات شغل الوظيفة التي تحددها بطاقة وصفها.8ـ اجتياز الامتحان المقرر لشغل الوظيفة.مادة (73):يكون شغل وظيفة »معلم تحت الاختبار« بالتعاقد لمدة عامين. ويجب علي شاغلها خلال هذه المدة الحصول علي شهادة الصلاحية لمزاولة مهنة التعليم بالمرحلة التعليمية المتقدم لها، فاذا لم يحصل علي الشهادة خلالها انهي عقده، ما لم يصدر قبل انهاء التعاقد، قرار من وزير التربية والتعليم، بناء علي طلب المتعاقد، بتجديد التعاقد لمدة مماثلة، فاذا لم يحصل خلالها علي الشهادة المشار اليها كان عقده منتهياً بقوة القانون.ويتم التعاقد مع العمالة المؤقتة المكلفة فعلياً بأعمال التدريس عند العمل بهذا القانون لشغل وظيفة معلم تحت الاختبار متي توافرت فيهم شروط شغلهم مع استثنائهم من شرطي الاعلان أو المفاضلة ويطبق عليهم أحكام وظيفة المعلم تحت الاختبار.ويعين بقرار من المحافظ المختص في وظيفة معلم، من أمضي مدة سنتين علي الأقل في وظيفة معلم تحت الاختبار، وحصل خلالها علي الشهادة المشار اليها وثبتت صلاحيته للعمل وفقاً للمعايير التي تحددها اللائحة التنفيذية.مادة (74):يكون منح شاغلي الوظائف المنصوص عليها في هذا الباب شهادة الصلاحية لمزاولة المهنة وتدريبهم واختبارهم، بمعرفة أكاديمية تسمي »الأكاديمية المهنية للمعلمين« تتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة، وتتبع وزير التربية والتعليم ويصدر بانشائها وتنظيمها وتحديد اختصاصاتها قرار من رئيس الجمهورية.مادة (75):دون اخلال بحكم المادة »73« من هذا القانون يكون شغل الوظائف المنصوص عليها في المادة »71« بالتعيين أو الترقية أو النقل او الندب بشرط توافر متطلبات شغلها والحصول علي شهادة الصلاحية المقررة لمزاولة الوظيفة المراد شغلها.مادة (76):يكون شغل وظائف المعلمين المنصوص عليها في المادة »71« بطريق التعيين أو التعاقد من خلال اعلان واسع الانتشار يوجه للكافة وبما يكفل تكافؤ الفرص ويرتب المتقدمون طبقاً لمؤهلاتهم وخبراتهم وتبين اللائحة التنفيذية لهذا القانون وسائل الاعلان وقواعد الترتيب والمفاضلة بين المتقدمين.مادة (77):لا يجوز نقل شاغلي وظائف المعلمين من مرحلة تعليمية الي مرحلة اخري الا بعد استيفاء الشروط الخاصة بالمهارات والمعارف والمتطلبات الفنية وبعد الحصول علي شهادة الصلاحية المقررة للمرحلة التي يتم النقل اليها، والتي يصدر بتحديد متطلباتها قرار من وزير التربية والتعليم.مادة (78):يتكون جدول وظائف التوجيه من وظيفة موجه وتعادل وظيفة معلم متميز، وظيفة موجه اول وتعادل وظيفة معلم خبير، وظيفة موجه عام وتعادل وظيفة كبير معلمين.ويتم اختيار شاغلي وظيفة موجه من بين من يشغلون وظيفة معلم متميز، كما يتم اختيار شاغلي وظائف موجه اول وموجه عام من الوظيفة الأدني مباشرة من وظائف التوجيه بشرط قضاء ست سنوات علي الأقل في ممارسة العمل الفعلي في الوظيفة الأدني.ويشترط للترقية بين وظائف التوجيه اجتياز الاختبارات التي تقيس مكون الثقافة والمهارات العامة، ومكون المعارف المتخصصة، التي تقيس تمكن الموجه في مجال تخصصه الاكاديمي وذلك طبقاً لما تحدده الأكاديمية المهنية للمعلمين.وتحدد اللائحة التنفيذية اعباء العمل ونسب وظائف التوجيه الي وظائف التعليم.مادة (79):يتم اختيار شاغلي وظيفة مدير ووكيل المدرسة من بين شاغلي وظيفة »معلم متميز« علي الأقل لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، وتحدد اللائحة التنفيذية اجراءات وأسس الاختيار ويكون لكل مدرسة مدير واحد أو أكثر من الوكلاء بحسب عدد الفصول بها ووفق احتياجات الإدارة المدرسية، طبقاً لما تحدده اللائحة التنفيذية.مادة (80):تحدد اللائحة التنفيذية معايير ملزمة للأداء التعليمي والأعباء التدريسية للمعلمين وساعاتها بمختلف مستوياتهم ووظائفهم ويراعي عند اعدادها عدم التفرقة في العبء التدريسي بين الوظائف المختلفة.كما تحدد اللائحة نظاماً يكفل قياس أداء شاغلي وظائف التعليم والتوجيه ووظائف الادارة التي يشغلها معلمون بما يتفق وطبيعة نشاطها وأهدافها.يكون تقويم الاداء بمرتبة كفء، وفوق المتوسط، ومتوسط، ودون المتوسط وضعيف. ويعتد في وضع هذا التقرير، بنظم المتابعة والتقويم المستندة علي معايير الأداء، ونتائج تقويم اداء تلاميذ المعلم، ودرجة مشاركته في تحسين مستوي أداء العمل بالمدرسة، والشهادات والدرجات العلمية التي يحصل عليها والدورات التدريبية التي يجتازها والمؤتمرات التي يحضرها بما يؤدي الي رفع مستواه، وتحسين مستوي أدائه، ويشترك في عملية التقويم الإدارة والتوجيه الفني، ومجالس الأمناء.وتحدد اللائحة التنفيذية القواعد والاجراءات التي تتبع في وضع تقرير تقويم الأداء علي أن تتضمن أسس اشراك مجالس الأمناء فيها.كما تحدد اللائحة التنفيذية الاجراءات اللازمة لرفع كفاءة من يحصل علي تقرير تقويم أداء بمرتبة دون المتوسط أو ضعيف.وتعتبر خدمة من يحصل علي تقريري تقويم اداء متتاليين بمرتبة ضعيف منتهية بقوة القانون.وتشكل لجنة بقرار من المحافظ تتضمن عناصر قانونية وإدارية وفنية وممثلا عن نقابة المعلمين لتلقي وفحص التظلمات من تقارير تقويم الأداء، وترفع هذه اللجنة توصياتها للمحافظ لاتخاذ ما يراه.مادة (81):يشترط للترقية الي الوظائف المنصوص عليها في المادة »71« من هذا القانون الآتي:1ـ استيفاء اشتراطات شغل الوظيفة المرقي اليها علي النحو المبين ببطاقة الوصف الخاصة بها.2ـ قضاء ست سنوات علي الأقل في ممارسة العمل الفعلي في الوظيفة الأدني مباشرة.3ـ الحصول علي شهادة الصلاحية لمزاولة الوظيفة المرقي اليها وتشمل اجتياز الاختبارات التي تقيس مكون الثقافة والمهارات العامة، ومكون المعارف المتخصصة، مهما كان تخصص المعلم، واجتياز الاختبارات التي تقيس تمكن المعلم في مجال تخصصه الاكاديمي وذلك طبقاً لما تحدده الاكاديمية المهنية للمعلمين.4ـ الحصول علي تقرير تقويم اداء بمرتبة فوق متوسط علي الأقل في السنتين السابقتين مباشرة علي النظر في الترقية.وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون اجراءات الترقية.مادة (82):يجوز ندب شاغلي وظائف التعليم مؤقتاً للعمل بادارة تعليمية أخري بذات المحافظة أو محافظة اخري بموافقة المحافظ أو كلا المحافظين بحسب الاحوال علي ألا تزيد مدة الندب علي سنة واحدة فقط.مادة (83):يجوز بقرار من المحافظ، اعارة أي من شاغلي وظائف التعليم بالداخل أو الخارج بعد موافقة كتابية منه، ويحدد القرار الصادر بالاعارة مدتها، ويكون اجر المعار بكامله علي الجهة المستعيرة، وتدخل مدة الاعارة ضمن مدة خدمته.مادة (84):تكون حالات الترخيص باجازة بدون مرتب لشاغلي وظائف التعليم علي الوجه الآتي:1ـ يمنح الزوج أو الزوجة اذا سافر احدهما الي الخارج للعمل أو الدراسة لمدة أربعة أشهر علي الأقل اجازة بدون مرتب مدة بقاء الزوج في الخارج. ويتعين علي الجهة المختصة ان تستجيب لطلب الزوج أو الزوجة في جميع الأحوال.2ـ يجوز للمحافظ المختص منح المعلم اجازة بدون مرتب للاسباب التي يبديها المعلم ويقدرها المحافظ.ولا يجوز في الحالتين السابقتين ترقية شاغل أي وظيفة من وظائف التعليم الا بعد عودته من الاجازة واستكمال قضاء المدة البينية اللازمة لشغل الوظيفة الأعلي.مادة (85):يكون نقل شاغلي الوظائف المنصوص عليها في هذا الباب بين المحافظات بقرار من وزير التربية والتعليم بالتنسيق مع المحافظ المختص وبعد اخذ رأي لجنة للموارد البشرية تشكل بقرار من الوزير لهذا الغرض.مادة (86):يحدد المحافظ المختص أيام العمل في الأسبوع ومواقيته وفقاً لمقتضيات الصالح العام.ويكون الترخيص لشاغلي الوظائف المنصوص عليها في هذا الباب من العاملين بالمدارس باجازات اعتيادية أثناء العطلة الصيفية علي النحو التالي:ـ المعلم والمعلم الأول والمعلم من الفئة السادسة والخامسة والرابعة: ثلاثون يوماً.ـ المعلم المتميز والمعلم من الفئة الثالثة: خمسة وثلاثون يوماً ـ المعلم الخبير والمعلم من الفئة الثانية: أربعون يوماً.ـ كبير المعلمين والمعلم من الفئة الأولي: خمسة وأربعون يوماً.واستثناء من ذلك يجوز الترخيص بالحصول علي الاجازات الاعتيادية اثناء العام الدراسي وذلك بما لا يتعارض مع مصلحة العمل.وفي جميع الاحوال يجب ان يحصل المعلم علي ثلثي اجازته الاعتيادية سنوياً علي الأقل كما يجب تصفية رصيد الاجازات المتبقي قبل مرور ثلاث سنوات فاذا لم يتقدم المعلم للحصول عليها سقط حقه فيها اما اذا رفضتها المدرسة ووافقت علي ذلك مديرية التربية والتعليم يستحق المقابل النقدي عنها.مادة (87):يستحق شاغلو الوظائف المنصوص عليها في هذا القانون الاجازات العارضة والمرضية والحج والوضع ورعاية الطفل المنصوص عليها باحكام القانون المنظم لشئون العاملين بالجهاز الاداري للدولة.ولا يجوز لشاغل أي من الوظائف المنصوص عليها في هذا القانون ان ينقطع عن عمله الا لاجازة يرخص له بها في حدود الاجازات المقررة في هذا القانون والا حرم من اجره دون اخلال بمسئوليته التأديبية.مادة (88):تحدد بداية أجور الوظائف المنصوص عليها بهذا القانون والعلاوات الدورية وفقاً للجدولين رقمي »1« و»2« المرافقين لهذا القانون.مادة (89):يصدر بنظام حوافز الأداء وحوافز الإدارة وحوافز التميز العلمي، للحاصلين علي درجات علمية من دبلومات الدراسات العليا او الماجستير او الدكتوراه في مجالات العمل التعليمي أو التربوي، ونظام منح مقابل أعباء والوظيفة ومقابل ساعات العمل الاضافية ومقابل التشجيع علي العمل بوظائف أو مناطق معينة وأداء النفقات التي يتحملها شاغلو الوظائف التعليمية، في سبيل تأدية أعمال وظيفته قرار من رئيس مجلس الوزراء بناء علي عرض وزير التربية والتعليم.مادة (90):يمنح شاغلو وظائف التعليم والتوجيه الفني والمعلمون من شاغلي وظائف الادارة حافزاً للأداء المتميز يصدر به قرار من رئيس مجلس الوزراء بناء علي عرض وزير التربية والتعليم ويحدد القرار نسبة الحافز وضوابط منحه، ويشترط لمنحه الحصول علي شهادة الأكاديمية المهنية للمعلمين أو شهادة من جهة معترف بها في لغة أجنبية أو الحاسب الآلي أو غير ذلك من التخصصات المرتبطة بمجال العملية التعليمية.ولا يجوز أن يزيد عدد من يمنحون هذا الحافز كل عام علي »10%« من شاغلي الوظائف المشار اليها في كل ادارة تعليمية.مادة (91):علي شاغلي وظائف المعلمين، والتوجيه الفني والمعلمين من شاغلي وظائف الادارة التمسك بالتقاليد والقيم المدرسية الاصيلة، والعمل علي بثها في نفوس الطلاب وعليهم ترسيخ وتدعيم الاتصال المباشر بالطلاب، ورعاية شئونهم الاجتماعية والنفسية والثقافية والرياضية.مادة (92):مع عدم الاخلال بالواجبات والمحظورات المقررة بالنسبة للمعلمين بالجهاز الاداري للدولة يجب علي شاغلي وظائف المعلمين والتوجيه الفني والعلمين من شاغلي وظائف الادارة حسن معاملة الطلاب، ويحظر عليهم اعطاء دروس خصوصية بمقابل او بغير مقابل، ويجازي كل من يثبت في حقه مخالفة هذا الحظر بالاحالة الي المعاش او الفصل من الخدمة أو انهاء العقد، بقرار من مجلس التأديب المختص.كما يجب علي شاغلي وظائف المعلمين تنفيذ ما يصدر اليهم من أوامر من الادارة بدقة وأمانة، في حدود القوانين واللوائح والنظم المعمول بها، ويتحمل كل من المدير والوكيل بالمدرسة مسئولية الأوامر التي تصدر منه، ويكون مسئولاً عن حسن سير العمل في حدود اختصاصاته.مادة (93):كل من يخرج من شاغلي الوظائف المنصوص عليها بهذا القانون علي مقتضي الواجب في أعمال وظيفته او يظهر بمظهر من شأنه الاخلال بكرامة المعلمين يجازي تأديبياً، ولا يعفي من الجزاء الاستناد الي امر صادر اليه من رئيسه الا اذا ثبت ان ارتكاب المخالفة كان تنفيذاً لأمر مكتوب بذلك صادر اليه من هذا الرئيس بالرغم من تنبيهه كتابة الي المخالفة وفي هذه الحالة تكون المسئولية علي مصدر الأمر وحده. ولا يسأل أي من شاغلي هذه الوظائف مدنياً الا عن خطئه الشخصي.مادة (94):الجزاءات التأديبية التي يجوز توقيعها علي شاغلي الوظائف المنصوص عليها باحكام هذا القانون هي:1ـ الانذار.2ـ الخصم من الاجر لمدة لا تجاوز شهرين في السنة ولا يجوز ان يتجاوز الخصم تنفيذاً لهذا الجزاء ربع الأجر الشهري بعد الجزء الجائز الحجز عليه او التنازل عنه قانوناً.3ـ تأجيل الترقية عند استحقاقها لمدة لا تزيد علي سنتين.4ـ الاحالة الي المعاش او انهاء التعاقد بالنسبة للمعلم تحت الاختبار.5ـ الفصل من الخدمة.ويصدر رئيس مجلس الوزراء بناء علي عرض وزير التربية والتعليم لائحة تتضمن تحديد المخالفات والجزاء المقرر لكل منها عند ارتكابها اول مرة وعند تكرار ارتكابها.مادة (95):لا يجوز توقيع أي من الجزاءات المنصوص عليها علي شاغلي الوظائف المنصوص عليها بهذا القانون الا بعد التحقيق معه كتابة، وسماع اقواله وتحقيق دفاعه، ويكون القرار الصادر بتوقيع الجزاء مسبباً.ومع ذلك يجوز بالنسبة لجزاءي الانذار والخصم من الاجر لمدة لا تجاوز خمسة أيام ان يكون التحقيق شفاهة علي أن يثبت مضمونه في القرار الصادر بتوقيع الجزاء،.وللمحقق الاستماع الي الشهود واجراء المعاينة والاطلاع علي السجلات والأوراق التي يقتضي صالح التحقيق الاطلاع عليها.مادة (96):يكلف المحافظ المختص او مدير مديرية التربية والتعليم او مدير الادارة التعليمية احد القانونيين بالادارة القانونية أو غيرها بالمديرية او الادارة التعليمية بحسب الاحوال بالتحقيق مع أي من شاغلي الوظائف المنصوص عليها في هذا الباب اذا نسب اليه ارتكاب أية مخالفة تأديبية ويجب الا تقل درجة من يكلف بالتحقيق عن درجة من يجري التحقيق معه ويقدم عن التحقيق تقرير الي السلطة التي أمرت به.ويكون الاختصاص بالتصرف في التحقيق علي النحو الآتي:1ـ لمدير المدرسة حفظ التحقيق او توقيع جزاء الانذار او الخصم من الاجر بما لا يجاوز خمسة عشر يوماً في السنة وبما لا يزيد علي خمسة أيام في المرة الواحدة.2ـ لمدير الادارة التعليمية حفظ التحقيق او توقيع جزاء الانذار او الخصم من الاجر بما لا يجاوز ثلاثين يوماً في السنة وبما لا يزيد علي خمسة عشر يوماً في المرة الواحدة.3ـ لمدير مديرية التربية والتعليم حفظ التحقيق او توقيع جزاء الانذار او الخصم من الاجر بما لا يجاوز ستين يوماً في السنة وبما لا يزيد علي شهر في المرة الواحدة.4ـ للمحافظ المختص حفظ التحقيق أو توقيع أي من الجزاءات المنصوص عليها في البنود من »1« الي »3« من المادة »94« من هذا القانون، وعلي ألا يزيد الخصم من الاجر في السنة الواحدة علي ستين يوماً وبما لا يزيد علي شهر في المرة الواحدة، ويكون للمحافظ المختص احالة المخالف الي مجلس التأديب.5ـ لمجلس التأديب المختص توقيع أي من الجزاءات المنصوص عليها في المادة »94« من هذا القانون، ولا يجوز توقيع جزاء الاحالة للمعاش او انهاء العقد بالنسبة للمعلم تحت الاختبار او الفصل من الخدمة الا بقرار من هذا المجلس وله توقيع أي من الجزاءات الأخيرة في المخالفات الآتية:1ـ الإساءة المتعمدة للطلاب أو التعدي عليهم او استغلالهم.2ـ اهدار كرامة الوظيفة التعليمية والاساءة لمكانة المعلم في المجتمع.مادة (97):لوزير التربية والتعليم او المحافظ المختص ان يأمر باجراء التحقيق مع أي من شاغلي الوظائف المنصوص عليها بهذا القانون اذا ما نسب اليه ارتكاب أية مخالفة تأديبية، وفي هذه الحالة يكون التصرف في التحقيق سواء بالحفظ او بتوقيع الجزاء المناسب او بالاحالة الي مجلس التأديب بقرار من الوزير.لكل من وزير التربية والتعليم او المحافظ المختص من تلقاء ذاته او بناء علي عرض مدير مديرية التربية والتعليم ان يوقف أيا من شاغلي الوظائف المنصوص عليها في هذا القانون عن عمله احتياطياً اذا اقتضت مصلحة التحقيق معه ذلك، ويكون الوقف لمدة لا تزيد علي ثلاثة أشهر، ولا يجوز مدها الا بقرار من مجلس التأديب.ويترتب علي وقف شاغل الوظيفة عن العمل وقف صرف نصف مرتبه ابتداء من تاريخ الوقف، ما لم يقرر مجلس التأديب صرف كامل املرتب واذا لم يرفع الامر الي مجلس التأديب خلال شهر من تاريخ الوقف يصرف كامل المرتب الي ان يقرر المجلس غير ذلك وإذا تقرر حفظ التحقيق أو حكم بالبراءة او وقع عليه جزاء الخصم من المرتب بما لا يجاوز عشرة أيام وصرف ما يكون قد اوقف من المرتب، اما اذا وقع عليه جزاء أشد فيتبع في شأن ما اوقف صرفه من المرتب ما تقرره بشأنه السلطة التي وقعت الجزاء.مادة (98):كل من يحبس احتياطياً أو تنفيذاً لحكم جنائي يوقف عن عمله بقوة القانون مدة حبسه، ويحرم من نصف اجره اذا كان الحبس احتياطياً أو تنفيذاً لحكم جنائي غير نهائي ويحرم من كامل أجره اذا كان الحبس تنفيذاً لحكم جنائي نهائي.واذا لم يكن من شأن الحكم الجنائي انهاء خدمة أي من شاغلي الوظائف المنصوص عليها بهذا القانون يعرض امره عند عودته الي عمله علي المحافظ لتقرير ما يتبع في شأن مسئوليته التأديبية.مادة (99):تكون مساءلة شاغلي الوظائف المنصوص عليها في هذا القانون امام مجلس تأديب يشكل برئاسة عضو من مجلس الدولة يرشحه المجلس بدرجة مستشار علي الأقل، وعضوية وكيل مديرية التربية والتعليم، وعضو عن نقابة المعلمين يختاره مجلس النقابة سنوياً ويصدر قرار التشكيل من المحافظ المختص، ويجوز ان يتضمن القرار اعضاء احتياطيين يتم الاستعانة بهم في حالة غياب احد اعضاء مجلس التأديب او وجود مانع لديه ويعلن وزير التربية والتعليم او المحافظ المختص بحسب الاحوال شاغل الوظيفة المحال الي مجلس التأديب ببيان التهم الموجهة اليه وبصورة من تقرير التحقيق وتسري بالنسبة الي المساءلة امام مجلس التأديب القواعد الخاصة بالمحاكمات التأديبية امام محاكم مجلس الدولة.مادة (100):لا يجوز ترقية شاغل الوظيفة الذي وقع عليه جزاءمن الجزاءات المبينة في المادة »94« من هذا القانون خلال الفترات الآتية:1ـ سنة في حالة الخصم من الاجر مدة تزيد علي عشرة أيام متصلة أو »15« يوماً متفرقة خلال السنة.2ـ سنتان في حالة تأجيل الترقية.وتحسب فترات الحظر المشار اليها من تاريخ صدور قرار توقيع الجزاء او انتهاء فترة الحظر المترتبة علي قرار جزاء سابق.مادة (101):لا يجوز النظر في ترقية شاغل الوظيفة المجال الي مجلس التأديب او الي المحاكمة الجنائية او الموقوف عن العمل مدة الاحالة او الوقف.ويعتبر شاغل الوظيفة محالاً لمجلس التأديب من تاريخ صدور قرار الاحالة.واذا بريء شاغل الوظيفة المحال او قضي بمجازاته بجزاء الانذار او الخصم من الاجر لمدة عشرة أيام فأقل، وجب ترقيته اعتباراً من التاريخ الذي كان يتعين ان تتم فيه ترقيته لو لم يحل الي المحاكمة الجنائية أو المحاكمة التأديبية، ويمنح اجر الوظيفة المرقي اليها اعتباراً من هذا التاريخ.مادة (102):تنتهي خدمة شاغل الوظيفة بأحد الأسباب الآتية:1ـ بلوغ سن الستين بمراعاة احكام قانون التأمين الاجتماعي ومع ذلك فإذا كان بلوغ سن التقاعد في الفترة من أول اكتوبر الي اخر اغسطس فانه يبقي في الخدمة حتي هذا التاريخ دون ان تحسب هذه المدة في تقدير المعاش أو المكافأة.2ـ انتهاء مدة العقد.3ـ عدم اللياقة للخدمة صحياً بقرار من المجلس الطبي المختص.4ـ الاستقالة.5ـ الإحالة الي المعاش او انهاء العقد او الفصل من الخدمة.6ـ فقد الجنسية او انتفاء شرط المعاملة بالمثل بالنسبة لرعايا الدول الاخري.7ـ الانقطاع عن العمل بدون اذن خمسة عشر يوماً متتالية ما لم يقدم خلال خمسة عشر يوماً التالية ما يثبت ان الانقطاع كان بعذر مقبول.8ـ الانقطاع عن العمل لمدة ثلاثين يوماً غير متصلة في السنة ما لم يقدم خلال الثلاثين يوماً التالية لاكتمال مدة الثلاثين يوماً ما يثبت ان الانقطاع كان بعذر مقبول.9ـ الالتحاق بخدمة جهة أجنبية بغير ترخيص من حكومة جمهورية مصر العربية.10ـ الحكم عليه بعقوبة جنائية أو بعقوبة مقيدة للحرية في جريمة مخلة بالشرف او الامانة أو تفقده الثقة والاعتبار.11ـ الوفاة، وفي هذه الحالة يصرف ما يعادل الاجر الكامل لمدة شهرين لمواجهة نفقات الجنازة وذلك للارمل او لارشد الاولاد او لمن يثبت قيامه بتحمل هذه النفقات.مادة (103):يلحق العاملون الشاغلون لوظائف التعليم والتوجيه الفني والمعلمون من شاغلي وظائف الادارة وشاغلو وظائف الاخطائيين الاجتماعيين والنفسيين والتكنولوجيا الموجودون بالخدمة في تاريخ العمل بهذا القانون، بالوظائف المبينة قرين درجاتهم المالية علي النحو المبين بالجدول رقم »1« المرافق لهذا القانون، ويستحقون بداية الربط المالي المقررة لها، ويكون ترتيب الاقدمية بين المنقولين الي الدرجة الواحدة بحسب اوضاعهم السابقة، مع احتفاظهم بصفة شخصية بقيمة الاجور التي كانوا يتقاضونها ولو تجاوزت نهاية ربط الاجور المقررة لوظائفهم الجديدة.ويستمر هؤلاء العاملون في ممارسة ذات الأعمال والمسئوليات والواجبات التي كانوا يمارسونها في تاريخ صدور هذا القانون وتسري عليهم كافة الاحكام الوظيفية والتأديبية الواردة في هذا القانون.ويمنح العاملون بوظائف التعليم بالدرجات الموضحة بالجدول رقم »1« المرافق لهذا القانون بدل المعلم، وفقاً للشروط والقواعد والاحكام التي يصدر بتحديدها قرار من رئيس مجلس الوزراء.وتسري عليهم العلاوة السنوية المقررة بأحكام القانون المنظم لشئون العاملين بالجهاز الاداري بالدولة وأي زيادة في الأجور تتقرر لهؤلاء العاملين.مادة (104):ينقل شاغلو الوظائف الواردة بالجدول رقم »1« الملحق بهذا القانون الي وظائف المعلمين المحددة بالمادة رقم »71« والواردة بالجدول رقم »2« المرافق لهذا القانون عند استيفائهم اشتراطات الشغل ومتطلبات التأهيل العلمي والمهني المقررة لكل منها، ولا ينظر في ترقيتهم فيها الا بعد استيفاء اشتراطات شغل الوظيفة الأعلي وقضاء المدد البينية في الوظيفة الأدني، والحصول علي شهادة الصلاحية علي النحو المحدد بهذا القانون.كما تحدد الاكاديمية المهنية للمعلمين القواعد المنظمة لنقل الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والتكنولوجيا والصحافة والاعلام الي وظائف المعلمين الواردة بالجدول رقم »2« المرافق لهذا القانون وتحديد قواعد منحهم شهادة مزاولة المهنة والاشتراطات والاختبارات الخاصة بالمراتب الوظيفية المختلفة لتخصصاتهم.ويمنح كل من يشغل احدي وظائف المعلمين الواردة بالجدول رقم »2« المرافق لهذا القانون بدل اعتماد وفقاً للشروط والقواعد والاحكام التي يصدر بتحديدها قرار من رئيس مجلس الوزراء بالاضافة لما تقرر له بالجدول رقم »1« من معاملة مالية.(مادة 105):يعمل فيما لم يرد بشأنه نص خاص في هذا الباب، وبما لا يتعارض مع طبيعة التنظيم الوارد به باحكام القانون المنظم لشئون العالمين بالجهاز الاداري بالدولة.(المادة الثانية)يستبدل بنص المادة »12« من قانون التعليم المشار اليه النص الآتي:يشكل علي مستوي كل مدرسة وكل ادارة ومديرية تعليمية وعلي مستوي الجمهورية مجلس للامناء والاباء والمعلمين، كما يجوز ان تشكل في كل من هذه المستويات مجالس لاتحاد الطلاب ويصدر بتشكيل هذه المجالس وتحديد اختصاصاتها قرارمن وزير التربية والتعليم.(المادة الثالثة)تضاف فقرة جديدة الي المادة »42« من قانون التعليم المشار اليه نصها الآتي: ويسمح الطالب الذي استنفد مرات الرسوب في دبلوم الدراسة الفنية المتقدمة نظام السنوات الخمس بدخول امتحان دبلوم الدراسة الفنية نظام السنوات الثلاث وفقاً للاحكام المنصوص عليها في المادة »36« من هذا القانون.(المادة الرابعة)تلغي المواد أرقام 13 و46 و47 و48 و49 و50 و51 و52 و53 من قانون التعليم المشار اليه.(المادة الخامسة)يصدر رئيس مجلس الوزراء اللائحة التنفيذية للباب السابع المضاف بمقتضي هذا القانون خلال سنة من تاريخ العمل به والي ان تصدر هذه اللائحة يستمر العمل بالقرارات القائمة.(المادة السادسة)ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية، ويعمل به من اليوم التالي لتاريخ نشره.

مراتب الحب

هناك حب يتعلق بحب الإنسان لنفسه وأحياناً حبه لأسرته وربما تتسع دائرة الحب لتشمل أفراد المجتمع ثم تتسع بعد ذلك لتشمل المجتمع الإنساني بصفة عامة وقد ترتقي من حب الإنسان إلى حب الكون الذي يعيش فيه؟
فهل هذا كله داخل في حب الله سبحانه وتعالى؟.
ويجيب الشيخ القرضاوى:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:هذه الدوائر يؤثر بعضها في بعض، أول ما يُطلب من الإنسان المسلم أن يحب الله عز وجل، هذا هو أعلى أنواع الحب ،فالإنسان يحب الله عز وجل حبه للجمال لأنه مصدر كل جمال في هذا الكون وكل ما في هذا الكون من حسن وجمال هو من الله تعالى (الذي أحسن كل شيء خلقه)( صنع الله الذي أتقن كل شيء).فالمؤمن يرى جمال الله في كل ما خلق، فيحب الجمال ويحب الكمال ويحب الإحسان لأن الإنسان مغمور بإحسان الله من قرنه إلى قدمه (وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها) فأول ما يجب أن يحبه الإنسان هو حب الله تعالى ؛ ولذلك لما ذكر القرآن الحب، ذكر حب الله قبل كل شيء، من مثل قوله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حباً لله)وقوله تعالى (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه).والأحاديث كثيرة فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما جاءه رجل وقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال: "وماذا أعددت لها؟" قال: والله ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام غير أني أحب الله ورسوله، فقال: "أبشر ؛أنت مع من أحببت" قال أنس: فما فرح الصحابة بشيء فرحهم بهذا الحديث لأنهم يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يكونون معه إن شاء الله، فحب الله وحب رسول الله بصفته أنه هو الذي جاءنا بالهداية وهو الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور وهو الذي هدانا إلى الصراط المستقيم، نحب رسول الله كما قال "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" .أما حب الطبيعة فالمسلم يحب الطبيعة لأنها خلق الله وهي مصدر الخير للإنسان ومصدر النعم للإنسان وقد مهَّدها الله سبحانه وتعالى للإنسان وجعل الأرض فراشاً والسماء بناء وجعل الأرض ذلولاً ؛ لذا فهناك مودة بين المسلم وبين الطبيعة، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما جاء من إحدى الغزوات وظهر جبل أحد قال لهم: "هذا أحد جبل يحبنا ونحبه" انظر إلى هذه العبارة الرقيقة مع أنه قد وقعت بجواره معركة وخسر فيها المسلمون.والمسلم يحب الحياة ولا يعتبر الحياة مثلما اعتبرها "ماني" الفيلسوف الفارسي القديم شراً ،والعالم شراً، ويجب التخلص من هذا الشر بالتعجيل بفناء العالم بعدم الزواج وعدم الاستمتاع بالحياة لينتهي الناس من شر الحياة، لا .. فالمسلم يرى العالم خيراً ويرى أن كل يوم يعيشه لن يزيد المؤمن من عمره إلا خيراً؛ ولذلك نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله الموت، قال: "لا يتمنى أحدكم الموت" لضر نزل به ولكن يقول "اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي" .والحب أنواع ومراتب ؛وأعظم أنواع الحب هو الحب في الله، بمعنى أن يحب الإنسان غيره لا لمنفعة ولا لشهوة ولا لقرابة ولا لخدمة أدَّاها له ولكن يحبه لله .ولذلك جاء في صحيح مسلم أن رجلاً أراد أن يزور رجلاً فأرسل الله له على مدرجته ملكاً في الطريق في صورة رجل وسأله: أين تذهب؟ قال: أريد أن أزور أخي فلاناً،قال: ألقرابة بينك وبينه؟ قال: لا،قال: أفبنعمة له عندك؟ ـ أي قدم لك خدمة فأنت ذاهب لتكافئه، أي خدمة بخدمة وإحسانًا بإحسان؟ ـ قال: لا، قال: فما الذي .. قال: أحبه لله، قال: أبشِر فإن الذي تحبه من أجله بعثني لأبشرك بأنه يحبك لحبك إياه، هذا التحاب في الله والذي جاء فيه الحديث "رجلان تحابا في الله عز وجل اجتمعا عليه وتفرقا عليه" اجتمعا على الحب في الله وتفرقا على الحب في الله، وهؤلاء يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وفي الحديث القدسي: "وجبت محبتي للمتاحبين من أجلي ووجبت محبتي للمتبادلين من أجلي ووجبت محبتي للمتزاورين من أجلي" فهؤلاء الذين يتحابون من أجل الله هم الذين جاء في ذكرهم القرآن الكريم (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما روى أبو مالك الأشعري أنه قال"إن من عباد الله من ليسوا بأنبياء ولا بشهداء يغبطهم النبيون والشهداء لمكانتهم من الله عز وجل" فقام رجل أعرابي من قاصية القوم ـمن بعيد ـ وألوى بيده وقال: يا رسول الله صفهم لنا ـ جلِّهم لنا فمن هم هؤلاء الناس الذين ليسوا بأنبياء ولا شهداء ويغبطهم ويتمنى الأنبياء والشهداء أن يكونوا في مكانهم؟ ـقال: "هم قوم تحابوا بروح الله عز وجل على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لعلى نور وإنهم لعلى منابر من نور يخاف الناس يوم القيامة وهم لا يخافون ويفزع الناس وهم لا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" .والله أعلم.